يأتي الخريف كل عام (فجأتن) وتأتي معه (سيول) من البلايا والرزايا والكوارث والمحن عاشها المواطن ولا يزال يعيشها ، فقدت فيها الكثير من الأسر أرواحها وممتلكاتها ولم نر في كل هذه المآسي من يستقيل أو يعتذر، ولم نجد من يحاسب أو يقيل ، أصبحت القصة بالنسبة للمسئولين حاجة (عادية) حتى (أخد المواطن) على كده ! وأعتقد بأن مساءلة المسئولين عما يرتكبوه من أخطاء هو نوع من (السفالة) وقلة الحياء ! هل أتاكم أعزائي القراء حديث السيد وزير البنى التحتية بالولاية في التقرير الذي قَدّمَه أمام مجلس تشريعي الولاية (المنكوبة) وذلك عن آثار السيول والفيضانات التي شهدتها الولاية أخيراً؟والذي أوردته صحيفة الرأي العام في عددها بتاريخ 4/9/2009 إنه تقرير (تحفة) بكل المقاييس مكانه اللائق أن ينضم إلى (عجائب الدنيا السبع) أو أن تبعث منه نسخة إلى دار الوثائق المركزية ليتم الاحتفاظ بها حتى يتعرف أحفادنا في مستقبل الأيام على (فن الزوغان) و(التنصل من المسئولية) و(عدم الاعتراف بالتقصير) الذي يمارسه وزراء هذا الزمان الغابر ، لمن فاتهم الاستماع نقول لقد حمل الوزير (الدولة) ? يعني ما وزارتو- مسؤولية الاخفاقات التي حدثت في خريف العَام الحَالي بالولاية وذلك (والكلام ليهو) لعدم تعاملها بمسؤولية مع آثار السيول والأمطار التي اجتاحت الولاية أخيراً ! وهكذا وبهذه البساطة نجد أن الرجل قد (أخرج نفسه) من المسألة (زي الشعرة من العجين) وألقي اللوم والمسئولية على جسم هلامي (هو جزء منه) لا يعرف له المواطن (مكاناً) أو (عنواناً) يسمى (الدولة) ! وعلى كده يكون العزاء قد انتهى بمراسم الدفن وعلى المتضررين الذين فقدوا أرواحهم وممتلكاتهم وفلذات أكبادهم اللجوء إلى هذه (الدولة) بعد التأكد من (عنوانها) ومكان (إقامتها). ولم يكتف السيد الوزير بذلك بل أشار (سيادته) لعدم كفاءة المهندسين الذين تمّ (اختيارهم) لرصف الطرق والشوارع ! وقال : تم اختيار (240) مهندساً لهذا الغرض، إلاّ أنّ الأكفاء منهم لا يتعدون ال (25) يعني الأكفاء فيهم 10% (أيه الهنا ده كلو؟) ! وحتى لا تسأل عزيزي المواطن (الغبيان) سؤالك (البايخ) العاوز تسألو ده أقول ليك (طبعن) الذي قام بإختيار هؤلاء المهندسين (المضروبين) ... هي (أكيد الدولة) وأن السيد الوزير لا علاقة له بهذا الأمر لا من بعيد أو من قريب !! ولم يكتف السيد الوزير بذلك بل أَكّدَ بأنّ منْ أهم أسباب عدم تمكن وزارته من السيطرة على سيول وفيضانات خريف هذا العام وجود نسبة (50%) من أراضي الولاية غير مُخططة ، مما أعاق عمليّة تصريف (مياهها) خلال الأمطار الأخيرة، (طيب وال50% التانية الإتأثرت زي ناس السوق العربي ونفق عفراء والموقف الجديد والأحياء المخططة دي مناطق عشوائية؟). وكمان هاكم دي : وانتقد الوزير إنشاء الدولة للعديد من الطرق العشوائية بالولاية دون إجراء أيّة دراسات مُسبقة مما تسبّب ذلك في مفاقمة حجم كوارث الأمطار بالولاية ( الظاهر وزارة البنى التحتية ما عندها علاقة بالطرق الفوقانية) !! وشوفو معاي دي : وقد راهن السيد الوزير على استمرار كوارث الأمطار بالولاية في ما تبقى من الخريف الحالي في ظل الغياب التام من قِبل الدولة وعدم اهتمامها بالأمر (الله يطمن سعادتك) !!! (وشوفو كمان دي) : ووَصَفَ الوزير جهاز الدولة بالكسيح، وقال إنّه غير فعّال خاصةً في التعامل مع ظهور الأزمات . ما يستفاد من (حديث) الوزير : - يجب أن تتم مساءلة الدولة وليست الوزارة (دي حاجة ودي حاجة). - وزارة البنى (التحتية) ما عندها علاقة بالطرق (الفوقانية) التي أنشأتها (الدولة) بصورة عشوائية بالولاية دون إجراء أيّة دراسات مُسبقة مما أدى لهذه الكوارث. - المهندسون المنوط بهم العمل 10% منهم مهندسون والباقي (فاقد تربوي). - وسط الخرطوم زي السوق العربي ونفق عفراء ومطار الخرطوم و(مستنقعات) الطائف والمعمورة والمنشية وقاردن سيتي هي مناطق عشوائية. - هنالك غياب من الدولة وعدم إهتمام بهذا الأمر. - جهاز الدولة كسيح (عديل كده) وغير فعال في التعامل عند ظهور الأزمات. - المسألة دي مفيش أمل إنها تتحلا. - أن السيد الوزير يراهن على استمرار كوارث الأمطار بالولاية في ما تبقى من الخريف الحالي. - والأهم من ده كلو إنو الوزير (رغم رهانو ده) قاعد في محلو (لتصريف) مهام وزارته !! كسرة : هذا المقال كتبناه قبل عامين تقريباً (خريف 2009) ونعيده اليوم (خريف 2011) إذ ها هو الخريف قد جاء كما يبدو (فجأتن) لتتكرر ذات المآسي .. بالله عليكم في الحالة دي نعمل شنو؟ كسرة هذا المقال : ونعيده خريف (2012) والحال ياهو نفس الحال .. بالله عليكم في الحالة دي (مش الحالة بتاعت السنة الفاتت) نعمل شنو؟ !! كسرة ثابتة : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو وو ووو)؟