تساءل زميلنا المتميز ضياء الدين بلال في عموده بالأمس في السوداني «المتعافي مالو زعلان».. ولا أدري هل المتعافي زعلان أم لا.. لانني علمت انه في إجازة محلية من كثرة الإرهاق والجهد الذي بذله.. ومن كثرة السهام التي وجهت له من التقاوي إلى القطن المحور وراثياً.. إلى غيره..وهو في كل هذه القضايا كان صامداً وصابراً.. والمتعافي يملك من قوة المنطق والذكاء الحاد ما يجعله يهزم كل الذين يطلقون ضده الرصاص من المواقع الصديقة.. أي أنه تأتيه النيران من القوات الصديقة..والمتعافي رجل شاطر .. لكنه غير متاح لكثير من الصحفيين ليتحدث إليهم في القضايا التي تهمه وتهم الوطن..مشكلة الدكتور المتعافي.. أنه أذكى من الآخرين.. ومشكلته الثانية أنه مشتت في مواقع كثيرة.. وخلال سنوات الانقاذ السابقة أثبت الرجل كفاءة عالية في المواقع التي تقلدها.. إلا أنني أعيب عليه خلال وجوده كوال للخرطوم لم ينجز ما كان متوقعاً ومأمولاً.. على الأقل المصارف الحديثة والترام..رغم ان دخل الولاية كان كبيراً.. كما انه أتى بشركات لسفلتة الطرق لم تؤد عملها بالكفاءة المطلوبة.. إذ تشققت الطرق مع هطول أول مطرة، ولم يحاسب تلك الشركات ولم يقدم مسؤوليها للمحاكمة.. حتى تظهر براءتهم أو إدانتهم.. وهذه إحدى مشاكل السودان الكبرى التي تعيق تقدمه..وعندما تجلس إلى الدكتور المتعافي يبهرك ويخطف بصرك وعقلك بالكلام المنطقي وبالمبررات التي تدخل العقل والقلب مباشرة..الدكتور المتعافي رجل شاطر.. لم تعرف الدولة إلى الآن ان تضعه في الموقع المناسب.. مرة والياً.. ومرة وزيراً للصناعة.. ومرة واليا للخرطوم وأخرى وزيراً للزراعة..ودكتور المتعافي محتاج لمن يحسن ويظهر صورته الحقيقية.. ويقول أحد رجال السياسة والفكر العربي ان الرجل عندما يوضع في الموقع الذي يتناسب مع امكاناته ينتج كثيراً.. وعندما يوضع في موقع غير مناسب يفشل كثيرا رغم إمكاناته الكبيرة..لذلك أطالب المسؤولين بدراسة قدرات المتعافي الذهنية والاقتصادية واختيار موقع يتناسب مع هذه القدرات، بدلاً عن تركه.لنيران القوات الصديقة..والمتعافي ليس أول رجل في الدولة يأخذ إجازة..أنا لا أدافع عن المتعافي ولا تربطني به أي علاقات صداقة أو علاقات اجتماعية ..لكني أشعر أن الرجل مظلوم.. مظلوم.. وتهزمه أخلاقه وتربيته.. وتلك الابتسامة الدائمة والتي تكون موجودة في أصعب الحالات ويعتبرها البعض انه يستهتر بهم أو يستفزهم.. انها ابتسامة طبيعية.. لا يوجهها لأحد..أقول هذه الشهادة عن الدكتور المتعافي والذي ظل لا يرد على طلباتي لإجراء حوار معه منذ ان كان والياً للخرطوم ثم نقل إلى وزارة الزراعة..م والآن ليس لدي أي رغبة في اجراء حوار معه.. حتى لو جاءني في مكتبي في «الرأي العام»، وهو واحد من كثير من المسؤولين الذين يخافون من بعض الأقلام التي تشن هجوماً عليهم، ولكني لست منهم.. ولا أعرف ان أشتم الناس وأتمنى ان لا أغضب الدكتور المتعافي بكلماتي الأخيرة هذه.. لان لكل صحفي الحق في ان يقول في المسؤول ما يراه صحيحاً وصادقاً..بعد ذلك أتمنى للمتعافي النجاح التام في عمله.. وفي كل معاركه.. وكل عام وسيادته وأسرته بألف خير.. والله الموفق وهو المستعان..