عبّر تيد دانج المستشار الأمريكي لرئيس جنوب السودان سلفا كير، عن إنزعاجه الشديد من تفشي الفساد والحروب الأهلية وقلة التنمية بدولة الجنوب. ونقلت صحيفة (مكلاثي) الأمريكية أن تيد الذي يعمل مستشاراً لسلفا كير معاراً من الأممالمتحدة، أجبر على مغادرة الجنوب خوفاً على سلامته بعد كشف أمر الرسائل التي بعث بها سلفا كير إلى (75) مسؤولاً حكومياً لإعادة (4) مليارات دولار منهوبة. وقالت الصحيفة إن دانج الذي غادر إلى نيروبي تسلم تحذيراً من سلفا كير يطالبه بالبقاء بعيداً وعدم العودة للجنوب. وكان سلفا طلب يوم 3 مايو من المسؤولين إرجاع الأموال التي يقال إنهم اختلسوها ووعد بالعفو عنهم اذا أرجعوها وأودعوها في حساب مصرف أجنبي. من جانبها، اعتبرت قوى وأحزاب سياسية تحذيرات سلفا كير لمستشاره الأممي بعدم العودة الى جوبا تؤكد أن رئيس دولة الجنوب بات يخشى على السلامة الشخصية لمستشاره الأممي الذي كشف أوجه الفساد المالي بالدولة. وقال ديفيد ديل جال الأمين العام لحزب جبهة الإنقاذ الديمقراطية ل (أس. أم. سي)، إن دولة الجنوب كثر فيها الفساد المالي من قيادات الجيش الشعبي وكبار رجالات الدولة، مبيناً أن التقارير الاقتصادية لصندوق النقد الدولي وغيره أكدت هذا الاتجاه. فيما اعتبر توت قواك عضو برلمان دولة الجنوب ل (أس. أم. سي)، أن البرلمان لن يترك قضية الفساد بالدولة تمر دون محاسبة خاصة بعد أن نشرت تقاريره على الوسائل الإعلامية. وقال إن البرلمان يأخذ حديث الشارع الجنوبي بعين الاعتبار، خاصةً وانّ الأخير أصبح كثير الحديث عن الفساد المالي بالجهاز التنفيذي للدولة. وتطابقت المعلومات التي نشرها المركز السوداني للخدمات الصحفية (أس. أم. سي) نهاية شهر يونيو المنصرم مع ما نُشر بوسائل الإعلام الأمريكية من حديث منسوب لمستشار الرئيس سلفا كير، وكان التقرير كشف العديد من تفاصيل المبالغ المختلسة من قبل الخزينة بدولة الجنوب، التي قام باختلاسها كبار المسؤولين بالجيش والدولة. وأخيراً تمّ تسريب قائمة سرية في جنوب السودان تحوي حوالي (50) قيادياً تورطوا في سرقة الأموال (من بينهم شماليون)، كما تم الكشف عن جملة المبالغ التي قام بسرقتها كل مسؤول أبرزهم الفريق سلفا كير، وقالت إنه لا يوجد رقم محدد لحجم الأموال التي استولى عليها، لكن ممتلكاته وعقاراته بالخارج تقدر بمئات الملايين من الدولارات. واتهمت باقان أموم بسرقة (600) مليون دولار (جزء من المبلغ ذهب للفريق سلفا كير)، ود. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب باختلاس حوالي (500) مليون دولار (جزء من المبلغ ذهب للفريق سلفا كير)، ودينق ألور وزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب ووزير مجلس الوزراء حالياً (150) مليون دولار، ولوكا بيونق وزير رئاسة حكومة الجنوب (114) مليون دولار، وتعبان دينق اشويل والي ولاية الوحدة (65) مليون دولار، والفريق كوال ديم وزير الجيش الشعبي (45) مليون دولار، ونيال دينق نيال وزير الجيش الشعبي سابقاً ووزير الخارجية حالياً (40) مليون دولار، وأليجا ملوك محافظ بنك الجنوب (32) مليون دولار، وبرنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام (21) مليون دولار، وجيمس واني ايقا رئيس المجلس التشريعي لجنوب السودان (22) مليون دولار، وضمت القائمة مالك عقار (35) مليون دولار وعبد العزيز الحلو (42) مليون دولار وياسر عرمان (30) مليون دولار (تسلم عقار والحلو هذه الأموال لتنفيذ مخطط الحركة الشعبية في المنطقتين إضافةً لمبالغ أخرى هي حقوق المقاتلين وأسرهم والمتوفين، بينما قام عرمان باختلاس مبالغ كبيرة من الأموال التي تسلمها لقطاع الشمال).