هل كانت معركة المتعافي مع مجلس الوزراء من جهة ومع وزير الدولة بوزارة الزراعة من جهة أخرى، هي بذات ملامح وشبه الصراع والمعارك داخل مؤسسات الحكومة أو ضد بعضها البعض؟. هل هي على نسق ما دار بين أسامة عبد الله والمهندس مكاوي محمد عوض وانتصر فيها أسامة بثقله التنفيذي والتنظيمي وقدرته الهائلة على كسب المواجهات، رغم أن خصمه كان أيضاً شديد المراس ولا يخشى النتائج إذا ما اطمأن إلى سلامة موقفه وصحة رأيه؟.أو ربما هي على نسق صراع مسار - جادين ومن ثم مسار - سناء، وهي صراعات استهلكت طاقة دفع كانت تحتاجها وزارة الإعلام فآثرت أن تضن بها على نفسها وتزود بها في المقابل الصحف المحلية التي تغذت بكل أنواع التحرير الصحفي من ذلك الصراع؟.الأمثلة والشواهد على الصراعات والمعارك داخل الجهاز التنفيذي ليست غائبة حتى تحتاج إلى استدعاء لتحديد نقاط الشبه والاختلاف، ولكن تبقى فصول ما يدور في وزارة الزراعة هي المشاهد الأكثر مَأساويةً.ما يهم المواطن البسيط من هذه المعركة ليس هو خضر جبريل المدير السابق لوقاية النباتات الذي أُقيل بقرار رئاسي، وأراد المتعافي الإبقاء عليه، كما أن القضية ليست في ما فعله وزير الدولة بالزراعة بتعيين عمر التنقاري مديراً لوقاية النباتات خلفاً لجبريل قبل أن يقيله المتعافي.هذه المعركة ثلاثية الأبعاد: مجلس الوزراء - المتعافي - وزير الدولة بالزراعة، حجب غبارها الرؤية عن طبيعة بل وخطورة ما يتم الصراع حوله (وقاية النباتات).الخطير في الموضوع هو أن الإدارة التي يكثر فيها المحو والإثبات بين جبريل والتنقاري هي أخطر الإدارات على الطلاق في وزارة الزراعة، على الأقل هي أخطرها في الوقت الحالي.. الخريف السخي والناجح الذي تعيشه البلاد هذه الأيام، يجعل حاجة المزارعين ماسّة إلى مكافحة الآفات ووقاية المحصول منها.. أنهم ليسوا بحاجة - مثلاً - إلى الماء فقد أغنتهم السماء عن الحاجة إلى التردد على إدارة الري التي آلت إلى وزارة الزراعة.كيف تستطيع إدارة مكافحة النباتات أن توفر للمزارعين حاجتهم لمكافحة آفة (الماسح) أو (العنتد) إذا كان الكبار في الإدارة مشغولين بإدارة معركة أخرى؟.ماذا يفيد انسياب العمل في وزارة الزراعة إذا كانت أهم إداراتها مُعطّلة؟. سؤال لوزير الدولة بالزراعة الذي نقلت عنه (الرأي العام) أمس ما نصه (العمل في الوزارة يسير باستقرار تام ولا توجد أي معوقات، ولكن الجهة الوحيدة التي بها ربكة هي إدارة وقاية النباتات).