تشاطر اسرة صحيفة (الرأي العام) السيد أحمد سعد عمر وزير رئاسة مجلس الوزراء والقيادي الاتحادي البارز الأحزان في وفاة المغفور لها باذن الله شقيقته أم النصر سعد عمر التي وافتها المنية ولقيت ربها راضية مرضية مساء أمس، ويقام المأتم بأبو روف. تغمدها الله بواسع رحمته وألهم الها وذويها الصبر وحسن العزاء. لأن العبد لله مصاب بالقلب فهو لا يشاهد محطاتنا المحلية .. غير انه وجد نفسه أول أمس مشاهداً لحلقة من حلقات برنامج (حتى تكتمل الصورة) الذي يقدمه الأخ الطاهر حسن التوم والتي إستضاف فيها الباشمهندس محمد عبد العزيز مدير هيئة الطيران المدني وقد كان موضوع الحلقة عن حوادث السقوط المتكررة للطائرات السودانية والطائرة التي سقطت مؤخراً بمدينة تلودي على وجه الخصوص . أكثر ما لفت إنتباهي في الحلقة هو محاولة الأخ الباشمهندس محمد عبدالعزيز إقناع المشاهدين بإنو الأمور عال العال وإنو (وقيع الطيارات) ده حاجة عادية بتحدث في (أرقى الدول) وقد إستخدم (الباشمهندس) في ذلك شاهدين ، الشاهد الأول إحصائية قامت بها مواقع متخصصة (كما قال) هذه الإحصائية تشمل الفترة الزمنية من 1945م وحتى الآن (2012م) ? يعني خلال ال 67 عاماً الماضية - تقول الإحصائية أن هنالك 25 دولة تعتبر الأسوأ في حوادث الطيران في الفترة المشار إليها (طبعن نحنا ما فيهم) هذه الدول حصل فيها 2600 حادث بمتوسط 100 حادث لكل دولة ، وبلغ عدد الضحايا 48062 تقريباً بمتوسط 1000 ضحية لكل دولة . طيب ونحنا حوادثنا كم؟ وضحايانا كم خلال نفس الفترة؟ هنا يفيدنا الباشمهندس بانه حوادثنا في الفترة موضوع الإحصائية هي 33 حادثا (مقارنة ب 100 حادث للدول الأسوأ) وأن ضحايانا 258 ضحية (مقارنة ب 1000 ضحية في الدول الأسوأ) !! ويختتم الباشمهندس حديثه بالنتيجة (العجيبة) قائلاً (من هذه الإحصائية يتضح بأننا لسنا الأسوأ) !! قد يسألني سائل : وأين العجب في الكلام ده .. والإجابه ما عايزه ليها أي (فهم) فهذه الإحصائية التى أوردها الباشمهندس قد أغفلت تماما أهم عنصر وهو (الحركة الجوية) والتي تتمثل في عدد الطائرات ومقدار المسافات التى قطعتها (ونحن أقل البلدان إمتلاكاً للطائرات) .. يعنى مثلاً لو أن بلدا (خلال الفترة المشار إليها) خدمت لديه 500 طائرة وقطعت (مية مليار ميل) مثلاً وكان عدد الحوادث التي تعرضت لها طائراته 100 حادث لا يمكن بالطبع أن تقارنه ببلد خدمت لديه 50 طائرة قطعت جميعها خلال الفترة المعنية (عشرة مليارات ميل) مثلاً ؟ وعشان الناس الما بتحب الحساب نقول إفترض دولة عندها طيارتين بس ودولة عندها عشرة طيارات (خليكم من المسافة) فلا يمكن أن نقول بان الدولة أم طياراتين (ووقعت منهم واحدة) أحسن من الدولة أم عشرة طيارات لأنو ام عشرة طيارات دي وقعت ليها طيارتين !! وهذا ما أراد الباشمهندس أن يقنع به المشاهدين ، ومش كده وبس فالباشمهندس أورد شاهداً آخر أراد أن يقنع المشاهدين به وهو (لدهشتي) أن حوادث (طيراننا) أقل كثيراً من حوادث (الطرق) لدينا !! (شفتو كيف؟) حيث قال بالنص مخاطباً مقدم البرنامج والمشاهدين (قارن بين ضحايا حوادث الطيران وبين ضحايا حوادث الطرق، نحنا في السبعة سنوات الماضية عدد الحوادث بتاعت الطيران عندنا حوالي 9 حوادث ضحاياها 72 مقارنة بحوادث السير والمرور اللي هيا في الربع الأول فقط من 2012م حسب الإحصائيات بتاعت الطرق والمرور 378 حالة وفاة و 1082 إصابة !!) بعد أن إستمعت لهذه المقارنة التي عقدها الباشمهندس طفقت أشحذ ذهني.. وأسأل نفسي (وقربتا أركب الفهامة) ترى ما هو وجه الشبه لهذه المقارنة التي قام بها البشمهندس .. دى طيارات ودي عربات .. دي (ميه) طيارة بالكتير ودي (كم مليون عربية) .. الطيارات بتقطع (بضع آلاف) من الكيلومترات يومياً والعربات بتقطع (ملايين) الكيلومترات يومياً ، الطيارات (بتطير) في السماء والعربات (بتمشي) بالواطا !! غايتو الإحتمال الوحيد إنو وجه الشبه يكون إنو الطيارات بتلاقيها (مطبات هوائية) والعربات بتلاقيها (حفر) و(مطبات إصطناعية) ! كسرة : يا مثبت العقول ثبت عقولنا ... (المرارة قنعنا منها ) ! كسرة ثابتة : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(ووو وو ووو)؟