عندما تستمع لمحلل مباراة الهلال وإنتر كلوب الأنغولي الرشيد المهدية وهو يطالب بعد نهاية المباراة، قائد فريق الهلال هيثم مصطفى بتهدئة الأمور لا تجد ما تفعله سوى أن تضرب كفاً بكفٍ، وعندما تعرف أن هناك فئة من الجماهير محسوبة على الهلال حرّكت قبل يوم من مباراة أمس مسيرة أطلقوا عليها اسم مسيرة الوفاء لقائد الهلال، لا تجد ما تفعله سوى أن تخرج لسانك لمهزلة المهازل التي يعيشها الهلال هذه الأيام، وعندما تعود للمباراة مرةً أخرى وتستمع للمعلق سوار الدهب وكيف يربط بين الأحداث المتصاعدة التي يشهدها الهلال، وكيف يربط بكل بساطة غياب لاعب وتأثيره على الأداء، رغم أنه قال (بعضمة لسانه) إنها أسوأ مباراة للهلال هذا الموسم، ولا أدري إن كان يدري أن هيثم لعب ثلاث أو أربع مباريات هذا الموسم، ولا أعتقد أن الأمر يحتاج لشرح أكثر من ذلك لنعرف حجم المهزلة. الشاهد أن هيثم ظل حاضراً داخل الأستوديو مع المحللين ومع المعلق، وداخل الملعب مع اللاعبين، ويجب ألا ننسى هنا بيان لاعبي الهلال بالمنتخب الوطني حول الأزمة، ولا أدري ما هي الفلسفة في أن يكون البيان خاصاً بلاعبي الفريق في المنتخب، يا أسامة عطا المنان؟، ولماذا ليس كل لاعبي الفريق لتكتمل أركان المهزلة. لأن مثل هذه البيانات وفي ظل أزمة بهذا المستوى، تعني أنهم (أي اللاعبين) أصبحوا جزءا لا يتجزأ من الأزمة وغارقين فيها حتى (أذنيهم)، وهذا يعني في المقابل أنهم فقدوا نصف تركيزهم إن لم يكن كل التركيز، وقد وضح غياب التركيز من خلال سير المباراة، وكل من يعرف كرة القدم يعلم أن التركيز العامل الأهم في حال اكتملت بقية العناصر من لياقة وجوانب تكتيكية وغيرها. وبما أن هؤلاء اللاعبين أصبحوا جزءاً من الأزمة، وتركوا عملهم الأساسي (لعب الكرة)، وتفرغوا للبيانات، وصار تركيزهم مع أزمات ومشاكل إدارية، كان يفترض أن توقع عليهم عقوبات مالية قاسية حتى ولو فقد الفريق حظوظ التأهل لنصف النهائي، لأنه سيفقدها في كل الأحوال إذا تواصلت الأمور على هذا النحو، فالأجواء في الهلال لم تعد تصلح للعب الكرة، وبدلاً من أن يفقد الإثنين يكسب واحدة على الأقل، وليكن الإنضباط في هذه الحالة هو الخيار لتعرف كل جهة حدود حركتها، سواء كانوا لاعبين أو غيرهم. وإن لم يحدث هذا، وفضّل مجلس الإدارة ودائرة الكرة ترك الأمور تسير هكذا، لا يوجد أمامهم في هذه الحالة سوى خيار وحيد هو مغادرة الفريق والنادي اليوم قبل الغد باستقالات جماعية يكون ضمنها الجهاز الفني بقيادة غارزيتو. وهكذا يرتاح الجميع، أو على الأصح يرتاح هيثم مصطفى ويحقق انتصاره الشخصي بإبعاد الجهاز الفني ومجلس الإدارة ودائرة الكرة، وأدعم اقتراحي هذا باقتراح آخر، هو استلام قائد الفريق المحبوب مقاليد الأمور في النادي، وتعطى له الصلاحيات كاملةً ليختار المجلس الذي يأتي على مزاجه، والجهاز الفني الذي يسير وفق رؤيته الفنية، ودائرة الكرة التي تخضع لإدارته.. وفضوها سيرة.. نحن بنهظر.