اخترت هذه الجزئية من تقرير نشر في صحيفة «اليوم السابع المصرية»، بتاريخ 16/5/2011م عن مشجعي (ألتراس) بالأندية المصرية وقبل التعليق أقدمها كما جاءت في الصحيفة دون حذف أو إضافة والتي جاء فيها: (للألتراس ثلاثة أعداء رئيسيين، لا يمكن التصالح معهم، أولهم الشرطة، وثانيهم ألتراس الفريق المنافس، وثالثهم الإعلام.. لذلك لم يكن من السهل دخول عالمهم السرى، والعثورعلى ألتراس حقيقيين، وإقناعهم بالحديث مع «اليوم السابع»، فهم يعتبرون أن الألتراس الحقيقي هو من لا يظهر في وسائل الإعلام المختلفة ولا يكتب اسمه ولا تظهر صورته على صفحات الصحف، وهو ما دفع أعضاء الألتراس أثناء الحديث معنا الى التشديد على ضرورة عدم ذكر أسمائهم. «إنكار الذات» بالنسبة لهم من صميم فلسفة الألتراس، القائمة على اندماج الفرد في إطار المجموعة، والالتزام التام بقواعدها وقوانينها التي تفرض عليهم التزام العقلية الجمعية ونبذ الفردية، إضافة إلى قيود أخرى، لا يتم الإعلان عنها لغير أعضاء الألتراس، ويعد استخدام الطنبور، والشماريخ، والظهور ملثمين في المعارك، من أهم معالم أفراد الألتراس. والألتراس هي كلمة مشتقة من اللفظ اللاتيني «ultra»، وتعني الشئ الفائق، وقد استخدم اللفظ منذ ستينيات القرن الماضي للإشارة الى نوع من مشجعي الكرة، تربطهم فلسفة خاصة وروابط قوية، وطريقة تنظيمية تشبه عصابات الشوارع، وهم يختلفون عن المشجع الكروي العادي، لأنّهم يتحرّكون دائماً في مجموعات، ويتصرّفون جميعاً بروح الفريق، إضافةً إلى عدم وجود قائد لهم، ويقول أحد أعضاء ألتراس الوايت نايتس «الزملكاوي»: نعتبر أنفسنا اللاعب رقم 12 في الفريق، ونتصرّف جميعاً وفقاً لعقلية الألتراس، ونحذر التصرف الفردي، والظهور الإعلامي) إنتهى. المتابع للأزمة التي يعيشها نادي الهلال هذه الأيام يلحظ أن ما يسمى بروابط المشجعين، بما فيها (ألتراس) تقوم بأدوار مفصلية في هذه الأزمة، إذا حاولنا وضعها في مقارنة مع التعريف أعلاه عن فلسفة (ألتراس) في التشجيع، خاصةً في الفقرة التي تقول (يعتبرون أن الألتراس الحقيقي هو من لا يظهر في وسائل الإعلام المختلفة ولا يكتب اسمه ولا تظهر صورته على صفحات الصحف، وهو ما دفع أعضاء الألتراس أثناء الحديث معنا الى التشديد على ضرورة عدم ذكر أسمائهم). أو الفقرة التي تتحدث عن العقل الجمعي وإنكار الذات وعدم وجود قائد لهذه المجموعة، سنجد أن المشجعين عندنا بصفة عامة نجوم.. تتصدر أخبارهم وتصريحاتهم وتحركاتهم صفحات الصحف، ووسائل الإعلام الأخرى، ولا أبالغ إذا أكدت على أن الصحف الرياضية لا تخلو يومياً من أخبار وتصريحات وحوارات وبيانات مع المشجعين وروابطهم، ولن أبالغ إذا ذكرت ان بعضهم (ساكن رسمي) في بعض الصحف الرياضية إن لم يكن جميع هذه الصحف. يناقشون مع الصحفيين أحوال الأندية، أزماتها، الصراعات، الإنتصارات، البطولات، وينتهي اليوم بخبر أو بيان إن لم يكن حواراً مع صورة للمشجع النجم. في أزمة الهلال تحول ما يسمى بروابط المشجعين، لأوراق ضغط في القضية المطروحة الآن في الساحة، وبعيدا عن قناعتي أنهم مجرد قطيع يساق لتنفيذ أجندة رخيصة، وأنهم في الأصل ليسوا مشجعين لهذا النادي، بل منفذون لأجندة، فهم على أرض الواقع ينتحلون شخصية المشجع ويتحركون وفقها.. آخر المهازل اجتماعهم مع هيثم مصطفى لمناقشة الأزمة، هكذا أوردت الأخبار.. ديل مشجعين؟ كنت أتمنى الوقوف على تفاصيل ما دار في هذا الاجتماع، رغم أنني يمكن أستنتج ذلك.. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وسأجتهد في الإجابة عليه غداً، هل يمكن أن التفكير في حلم البطولة الخارجية، مع هذه النوعية المحسوبة مشجعين؟ أواصل