تبث وكالات الصحافة العالمية أخبارا يحسبها البعض سارة عن موقف الولاياتالمتحدةالامريكية من المباحثات الجارية الآن بين وفدي الحكومة وحكومة الجنوب ... لكم نسمع ذلك ولا نرى طحيناً. ونأمل أن يكون ذلك حقيقة موقفا رسميا وجادا للإدارة الامريكية من أجل أن تصل المفاوضات إلى حلول مرضية لكافة القضايا الخلافية المطروحة ، خاصة قضية الحدود ... والموقف في النيل الأزرق وجنوب كردفان خاصة أبيي والميل 14 . الوفد الحكومي ملتزم التزاماً صارماً بعدم تقديم أية معلومات حول سير المفاوضات ... وهذا أمر مهم لإنجاح أية مفاوضات .... لكن الغريب أن وفد الحركة يطلق التصريحات في كل الإتجاهات ولا نعرف له ناطقاً رسمياً واحداً . نجد هواتفهم مفتوحة ... لكل من يطلب معلومات ، وأحياناً يطلقون تصريحات بالونية لجس نبض الحكومة ومعرفة موقعها مما تطرحه التصريحات البالونية . نحن نؤمل على الدور الأمريكي في التأثير على حكومة جنوب السودان ووفدها المفاوض إن كان هناك بالفعل دور أمريكي إيجابي يسعى للضغط على وفد الحركة الشعبية لحل المشاكل العالقة بين البلدين . إن أجندة الحركة في هذه المفاوضات هي أجندة أمريكية وصهيونية ، وتفقدها ود أهل الشمال جميعاً الذين عاش معهم أبناء الجنوب كأشقاء منذ أمد بعيد ... بالإضافة إلى أجندة الحركة التوسعية التي تسعى للسيطرة على كل السودان مبتدئة بالنيل الازرق وجنوب كردفان .... ثم تزحف إلى الأمام ... والهدف الأساسي من السيطرة هو تنفيذ فكرة السودان الجديد الذي لا يحكمه العرب ولا المسلمون. وهذا أمر يعتبر من سابع المستحيلات ولا يمكن أن تمرر الحكومة ولا الشعب السوداني أجندة مثل هذه الأجندة . وكل السودان ومن خلفه أحرار العالم يتساءلون عن موقف المعارضة السودانية والتي نصفها دائماً بالمعارضة الوطنية عن ما يجري في تلك المفاوضات ... وعدم تمثيلهم في الوفد المفاوض لا يعطيهم حق الوقوف في موقف المعادي ليس للحكومة وإنما للوطن كله . ونحن بدورنا نطالب الحكومة بأهمية وضرورة تمثيل المعارضة ضمن الوفد الحكومي ،لكن على وفد المعارضة أن يلتزم بالموقف الحكومي الرسمي ولا مانع من أن يتفاكر مع الوفد الحكومي فيما يطرح في الاجتماعات ، حتى لا يكون هناك موقف ثالث مؤيد لوفد الحركة وبالتالي يلحق الهزيمة بالأجندة الوطنية . ولكن السؤال المطروح ... هل المعارضة السودانية متوحدة في موقفها من حل القضايا الخلافية بين الحكومة والحركة ؟ ... هذا سؤال مهم قبل الشروع في تمثيل المعارضة في وفد المفاوضات . نحن نعلم أن مواقف المعارضة مشتتة بين الانحياز للحركة الشعبية ككل ... وبين الإنحياز لقطاع الشمال ... وإذا تم تمثيلها في وفد الحكومة لا ندري ما سيحدث . إن موقف حزب المؤتمر الشعبي واضح ... أنه يؤيد الاجندة التي تتبناها الحركة لحد ما ... أما حزب الامة فموقفه مشتت بين التأييد والرفض لها ... وهو منقسم في موقفه كقيادة ... فالتيار الذي يمثله الامير عبد الرحمن الصادق رغم نكران أهل الحزب في انه يمثل الحزب ، هذا التيار يؤيد موقف الحكومة ... أما التيار الرافض فهو الذي تقوده الاميرة مريم الصادق وأخوانها وأخواتها . والحزب الشيوعي موقفه واضح لا لبس فيه ... وكذلك التنظيمات اليسارية . والنتيجة في النهاية أن المعارضة لا تملك موقفاً موحداً ... ولا تملك رؤية موحدة لحل الازمة سوى أحاديث الإمام الصادق بين الفنية والأخرى التي ينتقد فيها موقف الحكومة ثم يقدم لها نصائح ... ولكن لا يقدم أية نصيحة للحركة الشعبية رغم موقفه الواضح منها والذي يظهر تارة ويختفي تارة اخرى .