كتبت تحليلا قبل أيام عن مدرب فريق المريخ البرازيلي ريكاردو ، ذكرت فيه أن أكثر ما يتميز به هذا المدرب الواقعية التي يؤدي بها المباريات منذ أن كان مدربا لنادي الهلال الذي قضى معه فترة مميزة على المستويين المحلي والأفريقي ، ولم تفارقه الواقعية حتى في فترة تدريبه لفريق الإسماعيلي المصري الذي وصل معه لمباراة فاصلة أمام فريق الأهلي لحسم الدوري الممتاز . ذكرت أيضا من خلال التحليل أن واقعية ريكاردو يمكن أن تقود المريخ إلى لقب الكونفيدرالية ، فهو يجيد توظيف اللاعبين بطريقة ممتازة ، بمهام وأدوار يؤدونها بانضباط كامل ، أما أكبر نجاحات ريكاردو في تقديري تتمثل في قدرته على وضع لاعب المريخ في حالة تركيز دائم طوال زمن المباراة ، والمتابع لفريق المريخ يمكن أن يلحظ غياب العرض والمتعة في الأداء ، ولكن يمكن أن يقف بسهولة على تطور ثقافة اللاعب التكتيكية والقدرة العالية على الاستيعاب والتنفيذ ، وهنا تظهر كما ذكرت قدرات ريكاردو التدريبية التي نجح بها مع الهلال والأهلي المصري . عندما يرد اسم ريكاردو لابد من التوقف عند النقلة النوعية الهائلة التي احدثها هذا المدرب في الكرة السودانية عندما نجح في إخراجها من (كهف) طريقة اللعب 3/5/2 إلى طريقة اللعب 4/4/2 ، حدث هذا مع فريق الهلال ، وأحدث هذه النقلة بهدوء ولا أبالغ إذا ذكرت أن الكثيرين لم ينتبهوا للتغييرات التي أحدثها ريكاردو في الهلال إلا بعد أن اصبحت واقعا وحققت النجاح المطلوب. وها هو ينجح مع المريخ وبهدوء أيضا ، رغم الغبار الكثيف الذي أثاره البعض حول إمكانياته وقدراته كمدرب، مع العلم أنه صنع توليفة منسجمة من لاعبين لم يشارك في تسجيلهم عدا المدافع البرازيلي ليما والذي يقدم مستويات جيدة ، ونجح أيضا كما فعل مع الهلال في تطوير مستويات عدد من اللاعبين على رأسهم أحمد الباشا الذي يعتبر ابرز نجوم الفريق هذا الموسم ، كما طور كثيرا من إمكانيات وقدرات اللاعب مصعب عمر ، واستعاد معه النيجيري كلتشي خطورته الهجومية ، وسيحفظ له التاريخ المريخي أنه حسم كثيرا من أشكال الفوضى داخل النادي ، ومنها فضيحة الاتهامات التي وجهت للاعب الكبير بدر الدين قلق قبل وبعد مباراة الهلال و(الجاسوس) الذي نقل (قوالة) وجدت أذنا تسمعها وتصدقها وتأمر بإبعاد اللاعب ، وهي (أذن) إدارية على مستوى عالٍ ، تعتبر نموذجا للفشل الإداري يمكن أن يدرس في الأكاديميات والكليات الرياضية . ريكاردو رفض الاستماع ، ورفض إبعاد اللاعب ، وما زال قلق أساسيا بأمر ريكاردو ،حتى مباراة أمس الأول أمام أهلي شندي ومستواه يرتفع من مباراة لأخرى بفضل ثقة مدربه فيه . حسم ريكاردو أيضا فوضى المدرب العام (فاروق جبرة) الذي انضم للجهاز الفني بصلاحيات مدير فني ، والمدير الفني الاصلي لا يعلم ، حتى فوجئ به ذات يوم داخل الملعب يدرب بعض اللاعبين بدون علمه ليحدث بينهما الاحتكاك الشهير الذي انتهى بطرد ريكاردو لفاروق جبرة من التدريب ، ومطالبته بإبعاده من الجهاز الفني ، ولكن الفوضى الإدارية عالجت الموضوع ، وكتبت السيناريو وأخرجته لتغطي على دورها الخفي في الاشتباك بين المدير الفني والمدرب العام .. (طبعا دي حاجات ما بتحصل إلا عندنا) . قاد ريكاردو المريخ امس الأول للتأهل لدور الأربعة في بطولة الكنفيدرالية الافريقية أمام اهلي شندي بجدارة واستحقاق في أول موسم له مع الفريق ، ويستحق أن نرفع له قبعة الاحترام على هذا الإنجاز. أواصل