السودانيون شعبٌ لا يحلم... تَضَامنتْ السياسة في السودان مع عوامل أخرى فغاب عن السودانيين الحُلم القومي... ومع ذلك فإنّي أعرف نوافذ تطل على المستقبل حينما أنظر منها أرى أحلاماً تنتظر السودانيّين! إذا سألني سائل ما هي أهم أخبار السودان في هذا اليوم والأيّام التي قبله والأيّام التي بعده تستحق انْ تعتلي قمّة الأخبار فإنّ عيني الثالثة لا ترى ما هو أهم من حدث افتتاح مصفاة الذهب اليوم بالخرطوم، المصفاة التي تحشر السودان حشراً في بورصة الذهب... فالمصفاة بالحقائق التقنيّة تعمل على تنقية الذهب ومعادن أُخرى، لكنّها بحقائق الاقتصاد تضع السودان الثاني بعد جنوب أفريقيا في ميزان الذهب... لذلك صار الأفق مفتوحاً أمامنا لشق قناة جديدة للاقتصاد السوداني تنهض به من كبوته النفطيّة وكبوته الزراعيّة! الآن تقف على أرض السودان مصفتان، فبأىّ آلاء ربكّما تكذّبان... المصفاة الأولى مصفاة النفط التي استوعبت بنجاح الطور النفطي في السودان وتقف الآن بانتظار وعود تفطيّة قادمة، لتأتي المصفاة الثانية مصفاة الذهب لتستوعب الطور الذهبي في السودان الذي صارت له مؤشراته وأرقامه ودراسات جدواه واقتصادياته الأهليّة ومُعدّنوه وآخرهم سجناء الذهب الذين تجاوزوا الحدود الوطنيّة في بحثهم عن حدود الثراء! حدثُ اليوم الاقتصادي (حدثُ المصفاة) يجئ لكل السودانيين، ومثلما كان للنفط رجاله فللذهب كذلك رجاله... لذلك لابدّ أنْ تبحث يدي اليمنى المشدودة عن اليد اليمنى لوزير المعادن كمال عبد اللطيف وفريقه لمصافحته ومصافحتهم مصافحة وطنية! الطاقة التشغيليّة لمصفاة اليوم في التنقية والتقنية تبلغ تسعمائة كيلو جرام في اليوم الواحد وهي سعة تُظهر مؤشّراتها أنّها تفوق إنتاج الذهب السوداني اليوم، وهذا يفتح الأبواب بجدارة أمام دول السوق الأفريقية والسوق العربية ليضع السودان ساقاً على ساق في سوق الذهب! عندما بدأ الطور النفطي في السودان وجدَ من يقول عنه إنّها أحلام زلّوط، حتى تبيّن أن النفط حقيقة سودانيّة... لذلك فإنّ الطور الذهبي ربما يجد من يصفه بأحلام زلّوط، لكنّي أطمئنكم بأنّ كشف (الفيش والتشبيه) أثبتَ أنّ زلّوط ليس مواطناً سودانيّاًً!!