بدأ الرئيسان عمر البشير والفريق سلفا كير ميارديت اجتماعاً مغلقاً مساء أمس بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا بحضور إدريس عبد القادر وباقان أموم رئيسي وفدي التفاوض لدولتي السودان. وخرج الرئيسان من الاجتماع الذي استمر لساعتين وعليهما علامات الرضاء والارتياح واتفق الرئيسان على استئناف القمة في التاسعة من صباح اليوم بحضور رئيس الوزراء الأثيوبي وأعضاء الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة ثابو امبيكي. وقال الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع، رئيس وفد الحكومة للترتيبات الأمنية ل (الرأي العام) أمس، إن منطقة (الميل 14) تقف عقبة أمام الاتفاق، وأضاف: طرحنا خيارات عدة لتجاوزها ولكن تم رفضها، وأشار إلى أنه تم الاتفاق على ملفات عديدة مثل البترول والتجارة وحركة المواطنين، وأكد عبد الرحيم أن شبح الحرب سيظل قائماً ما لم يتم حل القضية. وكادت قضية (الميل 14) تؤجل لقاء الرئيسين إلى اليوم، إلاّ أن تطورات الأحداث ومساعي الوسطاء أفلحت في التئام القمة. ووصل البشير إلى أديس أمس، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام على رأس وفد عالي المستوى، وابتدر البشير زيارته بلقاء رئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام بالقصر الرئاسي في أديس، وبحثا العلاقات الثنائية بين السودان وأثيوبيا والمفاوضات مع دولة الجنوب، وتبادل الفريق عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع أوراقاً مع الرئيس البشير فور وصوله، فيما انصبت جهود رئيس الآلية الأفريقية ثابو امبيكي الذي التقى الرئيس البشير مساء على إحداث التقارب حول قضية (الميل 14)، وأكد امبيكي في تصريحات عقب اللقاء أن الأوضاع مطمئنة وغداً أخبار أفضل. وفي الأثناء، أصدر وفد الجنوب بياناً أعلن فيه فك الارتباط مع قطاع الشمال، لكن الوفد الحكومي أبدى تحفظات على طريقة الاعلان وطالب الجنوب بإجراءات عملية في هذا الجانب. بينما كشفت مصادر، أن ورقة من الوساطة جاءت في سبع صفحات اقترحت إجراء استفتاء لأبيي في أكتوبر من العام المقبل لتقرر فيه قبائل دينكا نقوك بجانب السودانيين الآخرين المقيمين في المنطقة، إما الانضمام للجنوب أو الشمال، وأوكل المقترح لمفوضية استفتاء أبيي الذي أشار لتكوينها برئاسة الإتحاد الأفريقي واثنين من السودان وجنوب السودان، مسؤولية تحديد من هم السودانيون الآخرون وفترة إقامتهم التي تحق لهم التصويت. وفي السياق، دخل الوفد الحكومي لمفاوضات النيل الأزرق وجنوب كردفان في ترتيبات مكثفة لعودته اليوم الاثنين إلى البلاد من أديس بعد أن وصلت المفاوضات حول المنطقتين إلى طريق مسدود. وكشف مصدر حكومي رفيع حسب (أس. أم. سي) أمس، أن الوفد الحكومي سيعود اليوم برئاسة د. كمال عبيد ويعقد مؤتمراً صحفياً غداً الثلاثاء يوضح فيه تفاصيل الجولة كافة.