حركة دؤوبة تشهدها بيوت الله مع بداية العشر الاواخر من رمضان يؤمها الشيوخ والنساء والشباب والاطفال طلباً للمغفرة والرحمة والعتق من النار، فالجميع بداخل المساجد ما بين راكع وساجد ومرتل للقرآن الكريم وامتثالاً لنهج المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما تقترب العشر الاواخر فكان يوقظ اهله ويشد مئزره ويشمر عن ساعديه تفرغاً لعبادة الله سبحانه وتعالى لما في العشر الاواخر من افضال وعتق من النار وبمسجد الصحابة الذي يموج بحركة ايمانية عميقة منذ بداية شهر رمضان المعظم الا ان جرعات العبادة زادت همتها مع بداية العشر الاواخر ففي هذه الاجواء الروحانية التي ينقطع فيها المؤمنون بالمساجد متحلقين حول حلقات الذكر تحت ظل الرحمن نازلة عليهم السكينة وتتغشاهم الرحمة وتحفهم الملائكة وذاكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده، وعندما سألت امام مسجد «الصحابة» عمر أحمد الشيخ عن فضل العشر الاواخر من رمضان اجاب قائلاً بعد ان حمد الله سبحانه وتعالى وصلى على الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن شهر رمضان من الشهور العظيمة التي نزل فيها القرآن الكريم ففي بدايته رحمة وفي اوسطه مغفرة وفي آخره عتق من النار، ويضيف فالحمد لله وكما تلاحظ ان المسجد في هذه الايام يبعث في النفس الاطمئنان واليقين بالتجاء الشيوخ والنساء والشباب والاطفال بقلوب خاشعة واعين دامعة توسلاً الى الله سبحانه وتعالى بأن يعتق رقابهم من النار. وسألته ان يحدثني عن بركات هذا الشهر العظيم فقال الحمد لله الآن عمرى ثمانين عاماً وعلى الرغم من هذا الا انني في شهر رمضان تزيد همتي وقوتي وينجلي بصري بفضل هذا الشهر العظيم واستغنى عمن يقوم بايصالي للمسجد طوال شهر رمضان المعظم واختتم حديثه معي قائلاً: اسأل الله ان يتقبل منى رمضان وان يدركني رمضان، فبقوله هذا ذكرني بصحابة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهم بعد رمضان بستة أشهر يقولون اللهم تقبل منا رمضان، وقبل ستة أشهر منه يقولون اللهم بلغنا رمضان.