القضية ليست في التوقيت الذي صدر قرار اللجنة التحكيمية، ولا في حالة الخوف والرعب التي انتابت الكثيرين حول وضع الفريق وهو مقبل على جولات مفصلية في الدوري الممتاز وبطولة الكونفدرالية الافريقية ، لأن المجلس يستطيع إيقاف القرار بالإستئناف للمحكمة الإدارية (وحلك لغاية ما تحكم الإدارية)، القضية تبقى في جوانب أخرى تحتاج للتوقف عندها كثيراً ، أولها الثقة العمياء التي يعبر بها المساندون للمجموعة (المستقيلة) عن الحكم المؤكد لصالحهم في القضية ومنذ وقت مبكر وكأن القرار مضمون في أصغر جيب عندهم، وما اعقب هذه الثقة من تهليل للقرار الاول (رفض تصعيد معلا للجمع بين منصبين)، وحالة الفرح غير العادية التي عبروا عنها قبل أن يقفوا على القرار الثاني والخاص بشرعية المجلس من عدمها. استمعت لحديث كاروري الامين العام السابق للمجلس بعد القرار وهو يتحدث بلغة الواثق أيضاً عن (لابد ويجب) والمجلس أصبح منعدما بعد قرار التحكيمية ، والغريب انني قرأت ما وصلني من القرار أكثر من مرة ولم أجد فيه كلمة واحدة من التحكيمية عن عدم شرعية المجلس ، ولا كلمة واحدة ذكرت أن المجلس الحالي أصبح بعد الاستقالات الخماسية في عداد الميت ولا وجود له ، من أين جاء الكاروري بهذا التفسير لقرار لم يصدر صراحة؟ لا أعلم ، الأغرب في كل هذا أن التحكيمية لم تناقش أو تستند في قرارها على موضوع شرعية المجلس ولكن التركيز في القرار حسب ما وصلني كان حول قرارات مجلس إدارة نادي الهلال حول الاستقالات والتصعيد ، لهذا فصلت في قرار المجلس حول التصعيد (معلا) ، ولم تحدد في القرار وضع العضو (المعين) المستقيل (حطبة) ، لأن المجلس لم يناقش استقالته ، ومعروف حسب القانون أن عليه تقديمها للوزير الذي عينه ، وتأكيداً لهذا سنجد أن القرار بدأ بالآتي (عدم موافقة مجلس الهلال الحالي لصحيح القانون) ولم يذكر عدم شرعية المجلس في أي جزء من أجزاء القرار ، مع أن القانون يخول له إصداره صراحة وبصورة مباشرة . فلماذا لم تعلن التحكيمية عدم شرعية المجلس ؟ لأنها تتحدث عن مخالفة قرارات المجلس لبعض اللوائح والقوانين ومنها قرار (تصعيد معلا) ، وذهبت أبعد من ذلك لتؤكد أنها لم تفقد المجلس شرعيته حسب ما وردني من القرار بمطالبتها مفوضية هيئات الشباب والرياضة ان تصدر الإجراءات المتعلقة بوضع مجلس إدارة نادي الهلال حسبما تحدده القوانين ، بمعنى اكمال المجلس بإجراء الانتخابات ، ولم تذكر التحكيمية أي شئ عن إجراءات لمجلس بديل مكان السابق الذي فقد شرعيته . ورغم ان القرار به كثير من الغموض ، إلا أن الواضح فيه استناده على قرارات المجلس وليس على شرعيته من عدمها . والدليل كما ذكرت أنه لم يورد هذه الكلمة رغم أن الطاعنين هللوا لها وهي غير موجودة في القرار ولا يوجد ما يمنع ذكرها مباشرة . كما ذكرت في البداية أن القرار صاحبته أشياء غير طبيعيه قبله وبعده ، قبله توقف قائد الفريق هيثم مصطفى بسبب المرض كما جاء في الأخبار (التهاب في الجيوب الأنفية) ولكن لأن الوضع في مجمله غير طبيعي ، ووضع هيثم تحديداً فيه غير طبيعي ، هذا يجعلني أتساءل هل كان اللاعب على علم بهذا القرار الغامض حتى الآن ؟ مع العلم انه سيغيب عن مباراة اليوم التي تجرى أيضاً في ظروف غير طبيعية بعد البلبلة الاخيرة وقد يفقدها الهلال . مجرد سؤال .