وصف عدد من الخبراء الاقتصاديين اختيار السودان رئيسا للمجموعة الافريقية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لدورتين، بالخطوة الجيدة لجهة تحقيق مكاسب عديدة في أروقة الصندوق والبنك الدوليين. وأبان الخبراء ان هذا الاختيار يمكن ان يسهم في تسهيل التعامل مع المانحين من خلال التعرف عن قرب مقدرة السودان في الإدارة والحكم الرشيد. وتفيد المتابعات أن اختيار السودان رئيسا للمجموعة الافريقية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي لدورتين جاء خلال اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي الاخيرة باليابان، والتي تضم كل الدول الإفريقية التي لها تنظيم واحد وتجمعها رئاسة دورية. واعتبر الخبراء ان اختيار السودان على رأس هذه المجموعة، وان جاء الاختيار عليه حسب الحروف الابجدية كما هو معروف فى اختيار رئاسة المجموعة، فرصة للسودان أن يقود المجموعة الإفريقية في حوارها مع مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والتى ستتناول قضايا كثيرة منها المالية والتنموية والتي تتعلق بتمثيل المجموعة الإفريقية في إدارة المجموعة ،فى ظل الوضع الاقتصادي العالمي الراهن، بعد طول غياب عن وجود السودان فى المحافل الدولية، وتوقعوا أن يكون للسودان دور رائد في ذلك. واوضح د.عثمان البدري الاستاذ بمركز الدراسات الانمائية بجامعة الخرطوم ان صندوق النقد والبنك الدولى مقسمان الى مجموعات ، والرئاسة لتلك المجموعات دورية حسب الحروف الابجدية، وجاء دور السودان الذى يقوده للقيام بمبادرات كبيرة، اذا كان حاضرا وجاهزا باجندة واضحة لخدمة قضايا المجموعة ، خاصة وان النظام العالمى الحالى غير منصف للدول الاقل نموا فى شروط التمويل والتبادل التجارى، وتقديم الدعم فى البنيات الاساسية كما كان يتم فى السابق، حيث كان البنك الدولى يقوم بمشاريع الانشاء والتعمير، ويقدم قروضا بشروط ميسرة وآجال طويلة، والجزء الاكبر منها كانت منحا وهبات، ولكنها ضعفت وتضاءلت فى الآونة الاخيرة. واشار البدرى الى ان السودان يمكن ان يقود وينشط مبادرة اعفاء الديون على الدول الفقيرة المثقلة بها، خاصة وان السودان من أكبر الدول المثقلة بالديون مقارنة مع ناتجه الاجمالى المحلى، وعزا ذلك لاسباب سياسية تعود الى عدم قوة الطرح، وقال: نأمل ان يكون السياسيون قدر التحدى ، وان يقدموا برامج تحشد لهم التأييد. وكان علي محمود عبد الرسول وزير المالية والاقتصاد الوطني: قد اشار إلى ان الرئاسة الدورية تحولت هذه المرة إلى السودان حيث سيكون رئيسا للمجموعة الإفريقية لدورتين في عامي 2013 و2014م ومن بعدها ستنتقل الرئاسة إلى مكان آخر. وعن مهام المجموعة قال الوزير إن هذه المجموعة مهمتها تقديم قضايا إفريقيا في مجال الاقتصاد لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي حسب اختصاص كل مؤسسة حيث يتم تجميع هذه القضايا ونقاشها علي مستوى وزراء المالية وتعقد الاجتماعات في رئاسة الدولة التي تتولى الرئاسة وستعقد في الخرطوم الاجتماعات السنوية وغيرها و يتم النقاش والحوار حول قضايا هذه الدول.