حجاج دولتي السودان والجنوب ، فرقتهم السياسة والنزاعات المسلحة، وجمعتهم خيام مشعر منى، هذا هو حال هؤلاء في البقاع المقدسة وفي بيت الله العتيق وفي خيام منى، وقفت «العربية» على ذوبان كل الخلافات بين أبناء «الشعبين الشقيقين» ممن كتب الله لهم الحج هذه السنة. دولة الجنوب تشارك لأول مرة في الحج وعدد البعثة 950 حاجاً»، وفيما كانت أحد أهم مخاوف انفصال جنوب السودان حدوث تهميش للمسلمين هناك، أو تفرقة هنا، أظهرت مخيمات الحجيج السودانية تكاتفاً ملحوظاً، داحضة تفريق السياسة لأخوة الدين الواحد. ويفسر حاج من الشمال هذا الأمر بقوله، إن «العلاقات المترابطة بين الشماليين والجنوبيين بحكم أنهم كانوا في دولة واحدة ودولة مشتركة هي التي احتكم إليها الحجاج وليس أمراً آخر». ويقول حاج من الجنوب في هذا الإطار، إن «السودان انفصل إلى شمال وجنوب، ومع ذلك نحن في خيمة واحدة والناس فوجئت بهذا الواقع». ويظهر مخيم السودانيين في المشاعر المقدسة تكاتفاً بين الشماليين والجنوبيين في وجه تبعات التقسيم، فيما مستقبل البلدين يتمسك بتباشير خير كبير، رغم المخاوف التي تطرحها مشكلة الحدود.