مع تزايد وتيرة المغتربين او المهاجرين للخارج لمجابهة الظروف الاقتصادية الصعبة وتطلعاً لواقع معيشي أفضل حدثت فجوة بسوق العمل المحلي ، مما دفع بعض الجهات المخدمة الى سد هذه الفجوة عبر استقدام عمالة خارجية وصفها معظم الخبراء بغير الماهرة ، بينما طالب مجلس الولايات وزارة تنمية الموارد البشرية والعمل بتقديم تقرير بشأن هجرة الكوادر السودانية . وأكدت د. آمنه ضرار وزيرة الدولة بوزارة تنمية الموارد البشرية والعمل ارتفاع معدلات المهاجرين السودانيين التي بلغت حتى شهر أكتوبر الماضي نحو (75.631) مهاجرا بحسب سجلات الوزارة ، كما كان عدد المهاجرين لأغراض العمل خلال الخمس سنوات الماضية نحو (171.267) مهاجرا ما يعادل ستة أضعاف المهاجرين في العام 2008 بنسبة (654%) . وأشارت الوزيرة في بيانها امام مجلس الولايات أمس الى أن هنالك أعدادا كبيرة من العمالة المتسربة للخارج دون عقودات عمل ، ولفتت الى دخول دول جديدة لسوق الهجرة ك(ليبيا) ، وارتفاع نسب المعدلات في البحرين وسلطنة عمان والكويت مشيرة الى أن هنالك تزايدا مستمرا في أعداد المهاجرين في المهن الصحية والتعليمية ، وأرجعت تزايد أسباب الدفع للهجرة الى ضعف الأجور والمزايا الأخرى وقلة فرص العمل وتزايد العاطلين بالإضافة الى انفتاح سوق العمل في الدول المستقبلة للمهاجرين وأضافت : السعودية أكبر مستقبل للعمالة السودانية واستأثرت بنسبة (91%) من جملة المهاجرين ، فيما أشارت الى أنه بالرغم من أن هجرة الحرفيين هي الأعلى خلال الخمسة أعوام الماضية وبلغت نحو (58484) شخصا ، تليها أعمال الرعي والزراعة وتربية الحيوان ، إلا أن هجرة الاختصاصيين والعلميين (14407) والفنيين (11226) هي الأكثر أثراً على حركة التنمية في البلاد نسبة للتأهيل العالي والتدريب الذي تناله هذه الفئات مما يجعل فقدهم خسارة للاقتصاد الوطني. ورغم إجازة بيان وزارة العمل من مجلس الولايات ، إلا ان العضو محمد الإمام النور ممثل ولاية جنوب كردفان وصف التقرير بالضعيف وأرجع ذلك لضعف الأداء بالوزارة ، مبينا أن من عوامل الدفع للهجرة هي استئثار ما أسماهم (أهل الحظوة) على عدد من المناصب للشخص الواحد ولا يجد غيرهم وظيفة واحدة ، وحمل الوزارة مسؤولية تردي الخدمة المدنية ، وأضاف : إن هذا الحصاد المر لكل السياسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الخاطئة. ودعت هاجر عوض السيد ممثل ولاية القضارف الى إيجاد قوانين لضبط وكالات الاستخدام والاستقدام حتى لا تستغل الحاجة الى العمل على حساب حقوق المهاجرين. وقالت عبلة مهدي ممثل شمال كردفان إن الآثار السالبة لهجرة الكوادر أكثر من الإيجابية خاصة وأن هنالك نقصا كبيرا في الكوادر الخدمية مع عدم توافر بيئة العمل والتي تزيد حدة العمالة المهاجرة ، وأبدت تخوفها من نقص الكوادر الخدمية والذي يفاقم الفجوة. ودعا محمود محمد محمود ممثل ولاية كسلا الى مراجعة سياسات الأجور خاصة وأن ثورة التعليم العالي قامت لتوفير الكوادر وتأهيلهم لتطوير وتنمية البلاد وليس للهجرة ولابد من تحركات عاجلة وسريعة بإجازة زيادة الأجور لأن العام المقبل سيشهد أضعاف أعداد المهاجرين الحاليين.