نفى العقيد الصوارمي خالد سعد الناطق باسم القوات المسلحة، صلة الجيش بأحداث منطقة (هشابة) بشمال دارفور اخيراً إلاّ بفض النزاع بشهادة قوات حفظ السلام، ورد الصراع إلى الجذور القبلية، وكشف عن محاولات دولية حالياً من بعض الجهات لإثارة أحداث المنطقة كقضية جرائم الحرب. وأوضح الصوارمي في بيان أمس، أنّ وقائع تداعيات أحداث (هشابة) تتصل بأحداث وقعت في سبتمبر العام الحالي عبر استهداف التمرد للمنطقة لأسباب قبلية واضحة، وقال إنه قبيل الأحداث بعشرين يوماً تحرك بعض قادة حركة مني أركو مناوي (محمدين بشر وعبد الله شغب) ب (17) عربة عسكرية وتمركزوا شمال (هشابة)، وهاجمت المنطقة في الرابع والعشرين من سبتمبر بعد أن جمعت قوات مناوي ثلاثين عربة لاندكروزر من مناطق (شرق الجبل وأم سدر وأم لعوتة)، وتم تنفيذ الهجوم على مناطق تنقيب الذهب واستهداف العرب لثأرات قديمة، ليرد العرب حسب الصوارمي بعد يوم من الهجوم على قوات مناوي ب (أم لعوتة) وتمكنوا من قتل (60) متمرداً بينهم ثلاثة من قادة الحركة، وتدمير عربتي لاندكروزر والاستيلاء على ثماني سيارات و(30) مدفعاً و(30 كلاشينكوف) و(20) بندقية و(5) أجهزة ثريا و(40) برميل جازولين. وأشار الصوارمي إلى أنه بعد ثمانية أيام من المعركة أرسلت (يونميد) دورية للتحقيق في الحادث التقت طرفاً واحداً هو المتمرد عبد الله آدم ليدلي بإفادة تخدم جانبه وادعى للبعثة أن العرب قتلوا (70) مواطناً منهم (20) امرأة و(11) طفلاً. وأوضح أن الدورية عادت إلى مدينة (كتم) في ذات اليوم وأعدت تقريرهاً دون إفادات من الطرف الآخر في النزاع. واعتبر الصوارمي عدم استجواب العرب أظهر خللاً واضحاً في تقرير الدورية. وقال الصوارمي إنّ وقوع دورية البعثة الثانية إلى (هشابة) في كمين المتمردين نصبه مجهولون أدى لإصدار القائم بالأعمال الأمريكي جوزيف ستافورد في أكتوبر بياناً عَبّرَ فيه عن إدانة بلاده للهجوم الذي يمكن أن يندرج ضمن جرائم الحرب، ودعا حكومة السودان والسلطة الإقليمية لدارفور لإجراء تحقيقات شَاملة وفورية في كل الهجمات على (يونميد)، وأضاف: لا شك أننا نشارك ستافورد إدانة أي إعتداء على (يونميد)، لكنه تابع بأن الاعتداء لم تفلح قوات (يونميد) نفسها في تعيين الجهة التي قامت به ولم تتعقبها، غير أن ستافورد ذكر أنّ الدورية تعرّضت للهجوم في طريقها إلى (هشابة) للتحقق من تقارير وصفها بأنها (موثوقة) تفيد بمقتل (70) مدنياً في قتال دار بين قوات الحكومة والمجموعات المتمردة. واستنكر أن تبني أمريكا بياناً رسمياً على معلومات غير مؤكدة وتتهم القوات المسلحة القومية بقتل المدنيين. ونوه الصوارمي إلى أن وزارة الدفاع بشمال دارفور نصحت (يونميد) بعدم السفر إلى (هشابة) لأنها تشهد توترات قبلية وصراعات محلية.