على الرغم من كل شئ، استقبلت الجماهير الفنان محمود عبد العزيز فور الافراج عنه بولاية الجزيرة بهتاف حميم (نحنا نموت ويحيا الحوت).هذه الحميمية في العلاقة قلما وجدت في تاريخ الفن السوداني بين فنان وجمهوره، إلا أن عدم التزام محمود بالمواعيد اصبح سمة ملازمة لشخصه او هي اصبحت عادة لصيقة به ، لكنه عند (الحواته)ان يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي ? وأن اصبحت هذه الحالة في الآونة الأخيرة غير دقيقة فبعد طول انتظار تشتغل الأيادي خرابا في كل ما حولها ، ولعل ? ليس آخرها مسرح الجزيرة ? حيث نالت مسارح كثيرة نصيبها من التكسير بسبب غياب الحوت . وعلى الرغم ممن يلتفون حوله من أصدقاء ومديري أعمال إلا ان احداً لا يستطيع ان يفسر ما يقوم به محمود أو على وجه الدقة لا أحد يجيب على هاتفه في محاولة بحثنا فك شفرات الأمر ، محمود عبد العزيز أو فنان الشباب الأول يمتلك أكبر رصيد من الاغنيات الخاصة ودائما ما يستقبله جمهوره في الحفلات العامة والجماهيرية بتصفيق وتصفير هيستيري ترحيبا به ، إلا انه في الآونة الاخيرة تسبب تاخره وتغيبه عن حفلاته المعلنة في اضرار واضحة لعدة جهات ، على الرغم من انه حظي بمكانة لم يحظ بها مجايلوه من الفنانين الشباب ، حيث كان هناك مقترح فيلم وثائقي عن حياته الفنية والاجتماعية ويعرض جزءاً من مواهبه الأخرى كالتمثيل الذي نال دراساته من قصر الشباب والأطفال ، وثقة الجماهير هي التي أوصلته الى هذا التوثيق وجعلت منه فنان الشباب الأول بلا منازع لا ينقصه شئ خلال مسيرته المتصاعدة غير الالتزم بالمواعيد واحترام الجمهور. قبل فترة ليست بالطويلة خراب المسرح الذي يشبه (خراب سوبا) ، نتج عنه خسائر تقدر بحوالي الخمسين ألف جنيه ، قيمة (1200) كرسي ، ثلاث كشافات كهرباء وسماعة صوت وأعمدة الحديقة ، أتلفها جمهور محمود جراء غضبه من الانتظار الذي تحول الى إلغاء للحفل ، حضر المتعهد ، وحضرت الفرقة الموسيقية ، ولم يحضر محمود وبعث من ينوب عنه لإبلاغ الخبر ولإرجاع قيمة التذاكر للجمهور ، إلا ان الجمهور الثائر الساخط على فنانه المفضل فرغ شحنة غضبه في البنية التحتية لمسرح الدولة الذي عمّر بشق الأنفس من مهرجانات الدولة الغنائية والمسرحية الكبيرة وترك ثمن التذكرة التى اوصى محمود بإرجاعها ، علما بأن قيمة التذاكر تم التحفظ عليها في قسم الشرطة كمعروضات وهي لا تكفي لسداد قيمة ربع خسائر المسرح، ذات السيناريو تكرر على مسرح ولاية الجزيرة وقدرت خسائره ب(94.650) جنيهاً ، قيل ان السيد جمال الوالي تعهد بصيانته وسداد كافة خسارة. غياب محمود في عدد من الحالات أرجع للمتعهد- الذي تشير الاخبار الى اختفائه وظهوره بالأمس في ولاية سنار- ، او سماسرة الغناء الجدد الذين اصبحوا يتاجرون باسم الفنانين ويقبضون أموال الجماهير ثم يتركونهم لغضباتهم الكبرى التي تستحيل الرؤية معها ... وظل هؤلاء السماسرة في سوق الغناء يروجون لحفلات لا تقوم, ويستجلبون فنانين عرب دون علم أحد. وحادثة الفنانة شيرين ليست ببعيدة عن الأذهان .. ضبط المتعهدين مسؤولية من؟ هو كذلك تساؤل لم تقطع الاجابة عليه بجهة على وجه الدقة د. عبد القادر سالم الأمين العام لمجلس المهن الموسيقية والمسرحية قال هي ضمن اختصاصات مجلسهم مستقبلا لأنهم الآن في بداية عملهم التي يأخذ منها الاعداد والتخطيط وقتا . واوضح انهم مسئولون من كل من يمارس الفن وحتى المتعهدين. مشيرا الى انهم تسببوا في فوضى عارمة في الوسط ,والخطير- حسب وصفه -انهم يحققون مكاسب مالية كبيرة ويتكسبون دون ان يدفعوا للدولة حقها من الضرائب.. وقال : مستقبلا اي فوضي سنتصدى لها ونحسمها خصوصا وأننا نتوقع قرارا من رئيس القضاء السوداني بتخصيص محكمة لقانون مجلس المهن الموسيقية والمسرحية. ونتوقع ان تكون محكمة الملكية الفكرية والمجلس للمخالفين الذين يتغنون بدون تراخيص وردئ الكلام وكل المتفلتين.