اتفق السودان وليبيا، على مراجعة وتفعيل اتفاقيات التكامل السوداني الليبي على أسس جديدة تخدم مصالح شعبي البلدين، وعقد اللجنة الوزارية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة وأكد بيان مشترك في ختام زيارة علي زيدان رئيس الوزراء الليبي، ضرورة الإسراع بالإجراءات الخاصة بالإعداد لاتفاق أمني في مؤتمر للتعاون الإقليمي ليشمل السودان وليبيا والنيجر وتشاد لتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، بجانب تفعيل التعاون الإقليمي، خاصةً فيما يتعلق بتجمع الساحل والصحراء على أسس جديدة تقوم على التعاون والمنافع المشتركة لشعوب المنطقة وليكون منبراً للتعاون السياسي والاقتصادي والأمني ومنظمات المجتمع المدني. وكشف الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، عن تطابق وجهات نظر السودان وليبيا في القضايا الأمنية التي تواجه المنطقة. وقال طه في مؤتمر صحفي مشترك لدى وداعه علي زيدان رئيس الوزراء الليبي بمطار الخرطوم أمس: أسعدنا كثيراً تطابق وجهات النظر حول العديد من القضايا في محورها الأمني والعلاقات الثنائية وأمن الإقليم، وأضاف: اتفقنا على العمل سوياً لتعميق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء والإسهام في إنجاح آمال وأحلام القارة الأفريقية بشكل مجمل، وتقوية آليات التعاون الأفريقي الإقليمية منها والقارية على مستوى الإتحاد الأفريقي. واعتبر طه أن الزيارة تؤكد الروح الجديدة التي تظلل العلاقات بين البلدين عقب انتصار ثورة ليبيا المجيدة، خاصةً بعد أن بدأت طرابلس تشق طريقها بقوة وبثقة لبناء الديمقراطية وتعزيز مناخ الاستقرار والسلام للشعب الليبي وتحقيق تطلعاته في الحرية والكرامة. من جانبه، أكد رئيس الوزراء الليبي، عزم ليبيا على مد يدها لأخواتها وجيرانها كافة من أجل النهوض بالمنطقة والتعاون المشترك وتفعيل الاتفاقيات كافة التي وقعت تفعيلاً حقيقياً، وقال: نسعى ألاّ تكون ليبيا معبراً لتهريب السلاح، والزيارة تهدف للترتيب الأمني لمنع وتلافي مثل هذه الممارسات التي ستكون آثاراً سالبة على المنطقة. وأعرب زيدان عن أسفه لما عاناه السودان من نظام القذافي على مدى العقود الأربعة التي أمضاها في الحكم، واعتبر أن السودان كان هدفاً لعدوان وإرهاب القذافي، قال: نقول للسودان إن هذا العهد قد انتهى ولن يعود. وأشار زيدان إلى أن زيارته للسودان تطرّقت إلى المهددات الأمنية التي تواجه المنطقة واتخاذ جملة من التدابير التي تحقق الأمن للسودان وليبيا وللمنطقة، وأبان أن الزيارة كانت فرصة للإطلاع على خلفيات التعاون بين البلدين، وأعرب عن أمله في أن تتهيأ الفرص لتطويرها وتفعليها بما يخدم مصلحة البلدين . وفي السياق، عبّر بيان الطرفين حسب (سونا) أمس عن ارتياح الجانبين للتوقيع على بروتوكول التعاون العسكري بين رئاستي أركان الجيش في البلدين وبدء نشر القوات المشتركة على حدود البلدين لجعلها حدوداً آمنة لتبادل المنافع، وأعربا عن سعادتهما بمذكرة التفاهم الموقعة في أبريل من العام الحالي حول العمل والأيدي العاملة بين البلدين، واتفقا على تفعيل آلياتها بتوفير العمالة المدربة لليبيا وتوفيق أوضاع العاملين السودانيين ورعاية مصالحهم، وأعرب الجانب الليبي عن شكره وتقديره لحُسن الاستقبال وكرم الضيافة التي أحاطهما به السودان الشقيق .