لا أدري ماذا كانت تعني جماهير الهلال وهي تهتف للكابتن هيثم مصطفى باسم (سيدا)، أهي الكرة أم المبارة أم اللعبة الحلوة. وأياً ما تكن النتيجة فإنّ في السودان قدرات باهرة في تحويل السيادة إلى فوضى والجميل إلى قبيحٍ. ينتهي أفضل وأميز لاعب إلى قضية مشاحنات ويكون مصير الهلال العظيم تسجيل (بنية) في بنيته وتاريخه التليد.. فقد تم أمس شطب هيثم مصطفى من سجلات الهلال وهو يعد بالاستمرار في اللعب لا نعلم أعلى شاكلة (الدحيش) أم أنّ في الأمر (إنّ)..؟ (وأتمنى أن تصدق الأنباء التي سمعتها ولم أتأكد منها أن مجلس إدارته قد تم حله قضائياً). قلنا من قبل وأظننا على حق أن بلادنا مسكونة فيها أجمل كرة قدم بتاريخها التليد ولكنها تنهي إلى هذه الصراعات، الإتحاد بين جعفر وكمال والهلال بين هيثم والبرير والمريخ يحرس الحضري عرينه ويفرغ العرين من العلاقات الجميلة إلى العلاقات (الدولارية). أجمل بقاع السودان دارفور وجبل مرة صعده الكلاشنكوف ونزل عنه البرتقال وحلت الدانات محل القطن طويل التيلة في جنوب كردفان. في تاريخنا حنتوب وفي حاضرنا ننتحر عند بحيرتها وترعتها.. أزماتنا في كل جميل مشروع الجزيرة وسكر النيل الأبيض والخدمة المدنية وتقارير المراجع العام والجنيه الهابط من (المجيدي) وأحزابنا التي صنعت الإستقلال لا تصنع غير الشقاق.. فنوننا تزدهر في أثيوبيا وسمسمنا الذي لا تزرعه يصدر منها. أجمل سنواتنا التي مضت وأفضل تطور لنا أن تعود بلادنا سيرتها الأولى ماضيها أفضل من آمالنا في مستقبلها، ومهما فعلنا فلن تعود الكرة التي لعبها جكسا وقاقارين وسبت دود ولن تعود سماوتنا. الشمس المشرقة بسودانير ولن يمرح في أمدر كرومة وزنقار بعد أن صارت صالاتها مرتعاً ليصول فيها الناعقون ممن يُسمون مطربون. ليس في البلد من مدرسة مميزة وفريق قوي ومطرب يطرب وشاعر يبدع. احتل جامعاتنا أرباب عبد الواحد يسيلون فيها الدماء وتتبع عملتنا باقان هبوطاً كلما هبط علينا. نعم هيثم مصطفى سيدا ولكنه سيد في كرة فاشلة ونادٍ كان محترماً وبلد (مسكونة).