طلب علي أحمد كرتي وزير الخارجية، من دولة الصين دائمة العضوية في مجلس الأمن بصفتها صديقة للخرطوم ولجوبا، لعب دور أكبر لجهة دفع دولة الجنوب للتنفيذ المخلص لاتفاقية التعاون المشترك وإقناع حكومة الجنوب بأن الاستقرار بين البلدين يعود على كليهما بالنفع. وقدّم كرتي خلال لقائه لي جينجيون نائب وزير دائرة العلاقات الخارجية بالحزب الشيوعي الصيني والوفد المرافق له أمس، شرحاً مُستفيضاً بشأن تطورات العلاقة بين الخرطوم وجوبا والمجهودات التي يقوم بها السودان لتنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع أخيراً بين الدولتين. وهنّأ كرتي الحزب الشيوعي بنجاح مؤتمره العام، وتمنى لقيادة الحزب الجديدة التفوق والنجاح. وفيما يلي العلاقات الثنائية، امتدح كرتي التعاون المشترك بين وزارتي الخارجية في البلدين والحزبين للدفع بالعلاقات قدماً، وعبر عن تقديره لبكين لتفهمها ظروف السودان الاقتصادية التي يمر بها عقب انفصال الجنوب، وأعرب عن أمله في أن تتنوع الاستثمارات الصينية بالسودان، خاصةً في مجالات النفط والتعدين والزراعة، وقال كرتي إنّ السودان مُمتن للقروض التي قدمتها الصين للسودان والتي مكّنته من إقامة مشاريع في مجال البنيات التحتية، واعتبر الصين صديقاً وشريكاً إستراتيجياً بالدرجة الأولى بالنسبة للسودان. وتطرّق اللقاء مع الوفد الصيني إلى فرص تعزيز العلاقات على الصعيد الدولي في القضايا محور الاهتمام المشترك وأهمية تبادل وجهات النظر حولها. من جانبه، قال المسؤول الصيني، إنّ التطور الذي شهدته علاقات البلدين تعود في الأساس للأهمية التي أولتها القيادة السياسية في البلدين والمؤسسات المعنية، واعتبر أنّ العلاقة أصبحت أنموذجاً يحتذى به في تبادل المنافع وعلاقات الجنوب - جنوب، وأشار إلى أن بلاده تدرك التحديات التي تجابه السودان بعد انفصال الجنوب، ولفت إلى أن بكين لا تعول فقط على الاستثمارات النفطية، وأنه يجب تقديم رؤى جديدة للتعاون، والعمل على اكتشاف فرص جديدة للاستثمارات المشتركة، وأشار إلى أن وفد بلاده مع المختصين في السودان يبحث حالياً الترتيبات المتعلقة بالقروض والمنح. من جانب آخر، رحّب المسؤول الصيني، باتفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وجوبا، وعبر عن أمله في أن ينفذ بصورة سلسة، ولفت إلى أن مبعوث الصين للسلام في السودان كان طلب من المسؤولين بدولة الجنوب دعم الصين للحوار المباشر بين البلدين عبر آليات الإتحاد الأفريقي لإيجاد حلول للقضايا العالقة، وأضاف بأن الصين أبلغت حكومة الجنوب رسمياً بأن تدويل نزاعها مع السودان ليس في مصلحة الطرفين، وأن الأفضل أن تحل القضايا في الإطار الثنائي، وطالب لي الأسرة الدولية بمنح الطرفين مزيداً من الوقت لإيجاد حلول للمشكلات المختلف عليها.