كان الطقس متواطئا مع الجمال الذي منحه ايلا لتفاصيل المدينة،طاقم الطائرة التي اقلتنا الى عروس البحر تعلن كبينتها ان درجة الحرارة هي 24 لا تزيد،هي الرحلة الاولى لطائرة (بدر) بعد ان دشنت خط الركاب لبورتسودان ،هبطنا ويسبقنا الخيال في كيفها مدينة الثغر ، التي يتجدد جمالها كل يوم،وترفل في نعيم التنمية ،وصل وفد مساعد رئيس الجمهورية الدكتور نافع علي نافع لمطار بورتسودان الدولي بنصف ساعة من هبوطنا،وكانت الابتسامة تعتليه و هو يصافح مستقبليه على رأسهم ايلا، تستمر معه ليوم ونصف الوقت الذي قضاه مفتتحا لمؤتمر الاستثمار الثالث ومشاريع تنموية بولاية البحر الاحمر، لم يفلح الوفد الاعلامي المرافق لمساعد الرئيس بتصريح او افادة (لاذعة) كما هي العادة في خطاباته ،فقد ساد جو الرحلة العملية التي هي اقرب الى السياحة كما اشار في حديثه مساعد الرئيس،ابتسامات رسمية وشعبية ودبلوماسية. سلبطة المركز خلال المؤتمر ،اعتلت منصته الابتسامات غير المنقطعة،فوزراء ولاية البحر الاحمر لا تفارقهم السخرية الطاعمة حتى في خطابهم الرسمي،وزير السياحة بالبحر الاحمر في مداخلته بالمؤتمر انتقد تعطيل الحكومة المركزية لاجراءات السياحة بولايته،مطالبا بخصوصية لمنح تسهيلات في الاجراءات التي تسهم في تطوير السياحة،وضرب مثلا بمنع الصيد قائلا معقول الحكومة تلاحقنا في صيد الارانب والغزلان ،وعلى قوله:الارانب دخلها بالحكم الاتحادي شنو؟معتبرا ذلك سلبطة ساكت من المركز،وما ممكن تكونوا قاعدين في الخرطوم ومسئولين من الارانب في خلانا! كلام شماط ابتدر السفير اللبناني احمد شماط مداخلته في المؤتمر ،بحديث اقرب الى الشعر منه الى النثر،فانه خطيب مفوه،قال انه حين قدومه عرف من المواطنين ان من يقومون بالسرقة في الولاية النائب وواليه،فالتفت نافع الى ايلا مستفسرا عبر النظرات ، في الوقت الذي تقدم ايلا في مجلسه خطوة الى الامام،اوضح السفير ان الوالي ونائبه متهمان بسرقة القلوب والمحبة والتأييد متهما اياهم بانهم قد فعلوا فيه ذلك ايضا لما لمسه من تطور وتنمية. عطور وعربة في المعرض التجاري الذي افتتحه مساعد الرئيس وايلا مساء الخميس الماضي بالبر الشرقي،تجول نافع ومرافقوه بالمعرض وسط طلب المواطنين بأخذ صور تذكارية معه ،وكان يقابل طلباتهم بابتسامة وتحقيق مراد،في الوقت الذي كان يتجول بمعرض للسيارات القى شاب بالتحية عليه وطالبه بشراء سيارة بعينها ودفع المبلغ ،لم يستغرب نافع الطلب ولكنه جزم له صادقا بانه لا يمتلك ثمنها وان كان عنده لفعل. وحسب مسار المراسم والذي حدد حركة الوفد في المعرض ، شق نافع طريقا مغايرا مختصرا المسافة ،ليعلق لمرافقيه بانه من هواة الاتجاه المعاكس دائما! في معرض للعطور البلدية،اهدته سيدة في مقتبل العمر،صندلا وبخورا وعطرا ،وانتحى لتفقد معرض لثلاجات سودانية خاطب المشرف على المعرض بان الثلاجة دي قوية ليه كدا،فكان رد العارض البليغ:ما سودانية يا سعادتك. نصف ساعة في الرقبة الوفد زار قرية الرقبة السياحية التي تقع شمالي المدينة ووقف على التطور الذي اقيم في بنى القرية التحتية تشجيعا للسياحة،الرقبة من المواقع السياحية القديمة التي طالها التحديث وتنعم بطقس استثنائي بالاضافة الى نظافة ساحلها ومياهها،ووثق مساعد الرئيس لرحلته الى رقبة الثغر بصور فوتوغرافية مع حكومة الولاية والسفراء المشاركين في المؤتمر. القلع ..عرضة نهارية في مأدبة الغداء والتي اقيمت على شرف وداع الوفد بالنادي العائلي بالقرب من بحر احمر و ابواق البواخر،كان القلع عبد الحفيظ يشارك بالغناء بصحبة فرقة متكاملة الابداع والوزنة الموسيقية من اتحاد الفنانين ببورتسودان،وما ان تحول الايقاع الى السيرة حتى شارك مساعد الرئيس بعرضة لم تتوقف الى اغنيتين،ما جعل القلع يتحرك ليشارك ايلا وضيوفه العرضة،وكان نافع يردد بعضا من ابيات الاغنية الحماسية الشهيرة التي كان يؤديها القلع وكانت (المدفع الرزام وشيال التقيلة والعاطلة دراجها..)،نافع شهد حفلين احدهما باستاد بورتسودان احيته الفرقة الاسوانية ومحمد الجزار،وحفلا مسائيا احيته فرقة السماكة ولكنه لم يزل على مقعده، ايقاع العرضة هو ما حفزه على ان يهز بعصاته ولا يتوقف عن العرضة والصقرية التي فعلها باتساق تام مع الايقاع وتوقيع اللحن.