في المجال الطبي , تستخدم الطاقة الذرية لأحد غرضين , إما التشخيص أو العلاج أو الاثنين متزامنين, ففي الجانب التشخيصي ,أبرزها وأكثرها استخداما جهاز الأشعة السينية بأنواعه المختلفة ,الجهاز العام للأعضاء الكبيرة والكسور, جهاز اشعة إكس الخاص بتصوير الثدي لمعرفة وجود الأورام من عدمها, جهاز اشعة إكس الخاص بالأسنان , ثم جهاز الأشعة المقطعية العادية أو الملونة الذي يستخدم لمزيد من التفاصيل في التصوير فضلا عن( الفلوروسكوبي ) الذي يقدم صوراً متحركةً للأعضاء حسب حركتها الحيوية , أما عن انماط العلاج فتستخدم أنواع مختلفة من الأجهزة والتطبيقات الاشعاعية الذرية بعضها تدخلي للعلاج والبعض الآخر مساعد مصاحب في توضيح وتتبع التدخل العلاجي, ابرز هذه التطبيقات هي مجموعة الأدوية الصيدلانية المشعة التي تستخدم في علاج العديد من أنواع السرطان التي تستخدم مصاحبة للعلاج الكيميائي وتحقن للمريض إما حوالي الورم السرطاني أو داخله ؛او تطلق في شكل أشعة من جهاز من على سطح الجسم اذا كان موضع السرطان قريبا من الجلد, كما تستخدم مواد تسمى ( مقتفيات الأثر) في التصوير الدقيق للعلاج او متابعته ومن أشهر هذه الاجهزة التي كنا نسمع عنها اعلانا لمستشفى خاص على التلفاز في رمضان هو جهاز (قاما كاميرا)، وهنالك الكثير من التطبيقات الطبية لدرجة ان نواة الذرة اخذت فرعا من الطب يسمى (الطب النووي ) ،وهذا لا علاقة له بالطبع بالإمام النووي وأحاديثه المصنفة (بالنووية) , انما المقصود من النسب هو نواة الذرة, ويكفي توطينا له ان في السودان مستشفى يسمى مستشفى الذرة تأسس كنتاج للتعاون مع منظمة الصحة العالمية والوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل ما يقارب نصف قرن في العام 1967كمستشفى اقليمي كان يقدم خدماته للمرضى من السودان وتشاد وإفريقيا الوسطى والكنغو ويوغندا.والتطبيقات الطبية تشمل الإنسان والحيوان. ليست التطبيقات السليمة كلها متعلقة بالأمراض والسرطان , فهنالك العديد من التطبيقات الصناعية على سبيل المثال لا الحصر : الاختبار غير الاتلافي الذي يوضح الخصائص الفيزيائية للمواد دون الحاجة الي فتحها، مثلاً جهاز الكشف عن المواد والمتفجرات في المطارات ونقاط التفتيش والكشف عن خصائص الموائع كالنفط السارى في الأنابيب دون الاحتياج الى أخذ عينة منه , والقياسات لمعرفة مدى الاجهاد للمنشآت مثل الجسور والبنايات الضخمة لتفادي اي احتمالات اجهاد سلبي يؤدي الى تصدعها او انهيارها , مراجعة العبوات الصناعية في خط الانتاج من حيث مستوى الامتلاء وضبط الجودة وتجفيف الخضر وتعليب الفاكهة وتعقيم المياه والمعدات الطبية, واختبار مدى الالتحام او اللحام في انابيب البترول والغاز والمياه واختبار التسريب , وتخطيط بناء السفن , وتعتبر عمليات حفر الآبار تنقيباً عن النفط من مجالات التطبيق الاشعاعي الذري فيما يعرف بسبر الآبار وتسجيل بيانات الحفر بواسطة جهاز يزود بالمعلومات عن التكوين الجيولوجي لكل طبقة وعن خصائصها الفيزيائية من كثافة ودرجة حرارة وضغط ومعدل تدفق وقياس مستوى الاطماء في الحفرة, وبالتالي تحليل المحتوى الغازي والمخزون النفطي اثناء الحفر، مما يسهل عملية الحفر البنّاء , كما تستخدم الطاقة الذرية في تحليل التربة للأغراض الزراعية وقياسات كثافة الاسفلت لاختبار جودة الطرق الاسفلتية . هنالك العديد من التطبيقات الذرية في مجالات الأدلة الجنائية وتحليل العينات في الطب الشرعي , ومستقبل واعد في مجال الزراعة تشمل سلالات نباتية محسنة وراثياً مقاومة للأمراض والأوبئة من خلال إحداث طفرات جينية باستخدام النظائر المشعة , كما ثبت أن تعريض بذور بعض النباتات لجرعات محددة يؤدي الى سرعة نموها وكثرة انتاجها وكبر حجم ثمارها. ولا ننسى التطبيقات التي تعمل على ابادة الآفات وتقليل استخدام الاسمدة والمبيدات من خلال تعريض ذكورها لجرعات في طور الشرنقة المتأخر فتصبح عقيمة وينقطع تناسلها . وقبل كل هذه التطبيقات لا اظن ان احدا ينسى الليزر واستخداماته الطبية والصناعية والتقنية في الابصار الليلي وتطبيقاته في القياس والتخطيط الضوئي . حاشية: إذن لا تستغرب كثيرا ولا يذهب بك التفكير بعيدا عندما تستمع إلى أخبار المؤتمر العربي الحادي عشر للإستخدامات السلمية للطاقة الذرية عندما يخاطب الدكتور عيسى بشرى وزير العلوم والاتصالات الجلسة الافتتاحية ليقول إن السودان شرع فعلياً في إنشاء المفاعل النووي البحثي لاستخدام الطاقة النظيفة، ويسعى لإنشاء عدد من المراكز العلاجية بالإشعاع والطب النووي و لبناء منشأة لحفظ الأغذية والفواكه وإنتاج عينات مُحسّنة خَاصةً قصب السكر والقطن والسمسم، وفحص صادر الثروة الحيوانية من أمراض (البورسيلا) وإدخال الحيوان في الدورة الزراعية. لسبب بسيط هو أن التطبيقات هذه تنتشر من حولك في كل مكان عدا المفاعل النووي للبحث العلمي وتوليد الطاقة الكهربائية ،وكل هذه التطبيقات تنطوي على مخاطر إن لم يتم التعامل معها وفقا للضوابط ،تلك الضوابط والمخاطر سنتحدث عنها تباعاً.