الاستاذ علي كرتي وزير الخارجية احد المسؤولين الذين احترمهم بشدة وهو احد العالمين ببواطن وأسرار السياسة الأمريكية ، اندهشت لإشادته بتعيين جون كيري وزيراً للخارجية ، ولعلم الاستاذ كرتي ان جون كيري يهودي الاصل وكل مشاعره مع اسرائيل وضد العرب، كما ان له مواقف مشهودة في الكونغرس الامريكي ضد السودان وكان دائماً يصوت ضد اي قرار لصالح السودان. وأقول للسيد وزير خارجية السودان كما تعلم وأنت سيد العارفين ان للسياسة الامريكية الخارجية بالتحديد ثوابت لا تتبدل ولا تتغير بالرؤساء حتى ناهيك عن وزراء الخارجية. فلا نأمل خيراً منه ولن يستطيع تغيير وجه امريكا بالنسبة لأهل السودان. تهنئة السيد علي كرتي لوزير الخارجية الامريكي الجديد نزلت نزول الصاعقة حتى على الذين يعرفون القليل عنه وعن ثوابت السياسة الامريكية وموقفها من بلدان العالم الثالث،و بينهم العرب والمسلمون. ثم تصريحات جوزيف ستانفورد ان امريكا حريصة على وحدة السودان واستقراره ، ولو كان هذا الامر جدياً لما وصلت العلاقات بين السودان وأمريكا الى هذا الحد، ولما واصلت امريكا دعمها العسكري والاقتصادي لدولة الجنوب التي تواصل اعتداءها على السودان. كل ما يقوله الامريكان من كبيرهم الرئيس اوباما الذي خيب ظن وآمال كثيرا من العرب ابان فوزه الاول في الانتخابات الامريكية الاولى ، ولم يوفِ بوعوده الكبيرة والكثيرة والتي كانت سوف تصب في صالح العرب. كل قادة امريكا يكذبون في الموضوعات التي تهم السودان دون ان يطرف لهم جفن، كثرة الوعود الكاذبة افقدت الادارة الامريكية مصداقيتها في السودان وفي كل بلدان العالم الثالث الحرة والدعوة لديمقراطيات كاذبة هي مدخلها لشعوب تلك البلدان، وما ان يلوح في الافق اهتزاز في وضعية الاصدقاء من حكامها يهربون ويقفون مع الوافدين الجدد ، وهذا ما حدث مع شاه ايران ثم مصر وليبيا ،مع قناعاتنا الراسخة ان بعض حكام تلك الدول التي هز عرشها الربيع العربي كانت مشاريع امريكية في بلدانها وفي المنطقة. نحن من دعاة تحسين وتطبيع العلاقات السودانية الامريكية، لان ليس لبلادنا مصلحة في معاداة اكبر دول العالم وأقواها .. لكن يجب ان يتم هذا التحسن والتطبيع بمصداقية كاملة وان تتعامل معنا امريكا بندية كاملة وليس بسياسة الكيل بمكيالين. إن الادارة الامريكية باستطاعتها ان تطبع علاقاتها مع السودان بكل سهولة و ان تلغي العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان، ثم رفع اسم السودان من الدول الداعمة والراعية للإرهاب و ايقاف الدعم العسكري والاقتصادي لدولة الجنوب ، وإعادة التوازن الاقتصادي بين السودان وأمريكا بجانب ايقاف دعمها لمقاتلي الجبهة الثورية وللقوى السياسية السودانية المعارضة ، والسؤال المحير لماذا تبدل امريكا دولة يحكمها نظام قوي ولديها خبرات وفيرة ومتميزة بمجموعات مقاتلة متفرعنة ..؟ لان ما يمكن ان تقدمه حكومة السودان لصالح العلاقات السودانية اكبر من الذي تقدمه المجموعات المقاتلة والجالسة على الرصيف. وأقول لمخططي ومنفذي السياسة الخارجية للسودان لا تنبهروا بالتصريحات المعسولة للمسؤولين الامريكان واعملوا على تحسين العلاقات بقدر ما يتقدم الامريكان نحو التحسين والتطبيع ، وأنا اثق تماما في انكم القابضون على الجمر وتعرفون كل شئ عن خبايا السياسة الامريكية وأسرارها وخططها الخبيثة في السودان والمنطقة وكان افضل لها اقامة علاقات متوازنة مع السودان بدلاً من القوى المشتتة بين الاحزاب والجبهات 0 والله الموفق وهو المستعان