أحياناً تشعرنا الحكومة بأنها غير جادة في حل بعض المشاكل.. وذلك بتعيين لجان ضعيفة توكل اليها أمر الحل.. وقبل يومين سمعت أن لجنة كونت لمناقشة الحركات الدارفورية المسلحة الرافضة للسلام والرافضة للانضمام لاتفاق الدوحة.. وقد كلفت رجل الأعمال الحاج صديق ودعة للقيام بمهام رئيس اللجنة.. نحن لا نشك في وطنية الرجل واخلاصه.. وهو رجل أعمال ومال وفير استطاع ان يوظف جزءا من ماله في بناء و اعادة بناء عدد من القرى في دارفور.. لكن الحاج صديق ليس مؤهلاً لمثل هذه المهمة رغم احترام أهل دارفور له.. والحركات الدارفورية لا تحتاج الى مال, سواء أكان مال الحاج صديق أو مال الحكومة, تحتاج الى حوار جاد يقدم حلولاً منطقية لمطالبها.. والحوار مع هذه الحركات يحتاج لرجل يملك قدرات كبيرة وهائلة.. لا قدرات متواضعة مع تقديرنا لمبادرات الحاج صديق ودعة الذي يمكنه ان يكون مشرفاً أو مراقباً للحوار حيث يمكنه أن يلعب دوراً في دعم نتائجه .. لحركات دارفور الرافضة للسلام أجندة محددة تعمل على تنفيذها في كل الأحوال وتحت كل الظروف, لكن ما حدث الآن في دارفور ومنذ بدء تنفيذ اتفاق الدوحة يمكن أن يتطور بمشاركة الحركات الرافضة للسلام.. واتفاق الدوحة يحتاج لدعم كل أهل السودان من الحكومة الى القوى السياسية كافة المعارضة منها أو الموالية والمتحالفة مع الحكومة .. ولو تم ذلك .. فإن أهل دارفور سيكونون الكاسبين وحدهم.. حيث يسود السلام والأمن وتتحقق التنمية.. خاصة ان دارفور غنية بمواردها الطبيعية من بترول ونحاس وذهب ويورانيوم وكافة الموارد الطبيعية التي حباها الله بها.. الآن وبإهمالنا لمطالب هذه الحركات..و بإهمالنا لبذل كافة الجهود لتحييد بعضها جعلها تتكتل وتكون الجبهة الثورية المدعومة من الحركة الشعبية وجيشها الشعبي المعادي للسودان ولأهله.. المطلوب إعادة النظر في تكوين هذه اللجنة والتي لم أعرف ممن تتكون.. وإضافة عناصر قوية ومؤثرة وسط أهل دارفور حتى تستطيع ان تؤثر على هذه الحركات.. وتحقق ما عجز الآخرون عن تحقيقه.. إرساء السلام العادل في دارفور مطلب كل أهل السودان خاصة أهل دارفور .. لأن الحرب أضاعت الكثير من السنوات وأضاعت الكثير من مشاريع التنمية في هذا الاقليم الواعد بكل خيرات الأرض التي فوقها وتلك التي في باطنها.. ان السلام يخدم أهل دارفور أولاً.. وأهل السودان كذلك.. كما ان استقرار الوضع الأمني في دارفور يسهم في بسط الأمن في دول الجوار.. نحن نطالب قيادات هذه الحركات بالاستماع الى صوت العقل.. ويمكن أن تحقق مطالبها بالحوار الجاد وليس بالبندقية, لأن البندقية عمرها لم تحقق المطالب المشروعة لأية جهة معارضة , ولديها في الحركة الشعبية أسوة حسنة.. نأمل من قيادات هذه الحركات وأعرف عدداً منهم وأشهد لهم بالوطنية والإخلاص , العودة للحوار الذي ينتج اتفاقاً إن شاء الله لكن الذين يدفعونهم في هذا الاتجاه من أعداء السودان لن يتركوهم, لأن هدفهم الأساسي تقسيم السودان..