نحتفل بعد غد بذكرى الاستقلال , و تمر الذكرى لأول مرة وقد ارتحل فناننا الكبير محمد وردي الذى ظل يصدح عند كل عيد بلحنه الرائع الذى سكبه على كلمات الشاعر عبد الواحد عبد الله اليوم نرفع راية استقلالنا و يسطر التاريخ مولد شعبنا يا إخوتى غنوا لنا فيبعث فينا مشاعر العزة و الفخار , خاصة عندما يردد وليذكرالتاريخ أبطالاً لنا عبد اللطيف وصحبه غرسوا النواة الطاهرة و نفوسهم فاضت حماساً كالبحار الزاخرة من أجلنا ارتادوا المنون و لمثل هذا اليوم كانوا يعملون ظللنا نسمع كلما حلت ذكرى الاستقلال هذه الكلمات الرائعة بصوت الفنان الكبير محمد وردي الرمز الأكبر فى مسيرة الفن السوداني . لكن صوته يطرق أسماعنا هذه المرة و قد حمل نبرة جديدة .. الصوت هو ذات الصوت , لكن لا بد أن يستقبل السامع صوت الفنان الراحل بمشاعر مختلفة هذه المرة .. يأتى الصوت من عمق بعيد و كأن صاحبه يقول للناس : هأنذا مع من ارتادوا المنون , الذين عملوا لمثل هذا اليوم الخالد , فيبعث ذات التأثر الذي بثه فينا الشاعر الكبير حين رسم تلك الصورة لأبطال ذهبوا , و حفظ التاريخ صور بطولاتهم الرائعة و سيرهم العطرة . صدح محمد وردي و غنى كما غنى الخليل لتهراقا و لبعانخي و للمهدي و للقرشي و لعلي عبد اللطيف .. و لمهيرة تلهم الفرسان جيلاً بعد جيل و لحريق المك فى قلب الدخيل و للجسارة .. حينما استشهد فى مدفعه عبد الفضيل فكان حضوراً قوياً فى كل مشهد وطنى مهيب , و فى أول عيد للاستقلال بعد رحيله , نحيي ذكرى الفنان العملاق محمد وردي . و نقول فى عيد الوطنية الأكبر إن الفن السوداني معبر أصيل عن قيم الوطنية و الحرية . و نحيي فى شخص الفنان محمد وردي كل من غنى للوطن . و لا تكتمل صورة الوفاء إلا بتكريم الشعراء المبدعين الذين صاغوا الأناشيد الوطنية الخالدة , و لنذكر بكل التقدير شاعر نشيد الاستقلال عبد الواحد عبد الله وأدعو لتكريمه فى ذكرى عيد الحرية علنا نرد بعض الدين له , و ليكن فى تكريمه تكريم لزملائه محمود أبو بكر و محمد عوض الكريم القرشى و مبارك بشير و حسين بازرعة صاحب (الأرض الطيبة) و محمد الفيتوري و كل من صاغ مشاعره الوطنية شعراً رائعاً يلهم الناشئة و الكبار و يشحذ الهمم و يشكل الوجدان الزاخر بقيم الوطنية والجمال . فى ذكرى الاستقلال المجيد نحيي ذكرى الفنان الخالد محمد وردي و نذكر بكل التقدير الشاعر الكبير عبد الواحد عبد الله .