توقيع الرئيس افتتح الرئيس عمر البشير أمس، مشروع تعلية سد الروصيرص ووقّع على لوحة الافتتاح إيذاناً ببدء تشغيله ليزيد التوليد الكهربائي والرقعة الزراعية. وترفع المرحلة الثانية السعة إلى (7.4) مليارات متر مكعب، وتسهم في زيادة الطاقة الكهربائية بنسبة (50%) لتصل إلى (1800) ميقاواط. وستتيح تعلية الخزان العتيق دخول مشاريع زراعية جديدة حيز التنفيذ بمساحة مليوني فدان، ما يوازي مشروع الجزيرة عبر ترعتي كنانة والرهد. وقال البشير لدى تدشينه مشروع التعلية، إن بلاده ستحتفل قريباً بافتتاح مجمع سد نهري عطبرة وستيت، وأكد العزم على بدء العمل في سدي كجبار في الولاية الشمالية والشريك في ولاية نهر النيل، وتعهد البشير من منصة الروصيرص ضمان استفادة مواطني ولاية النيل الأزرق من سد الروصيرص خاصة فيما يلي إيصال خدمة الكهرباء، بجانب تسخير وتوظيف إمكانات البلاد لصالح المواطن، بالرد على أي تمرد يعطل البلاد بمشروع جديد، وطالب أهالي الولاية بإفراغ الولاية من أي تمرد. رسائل في بريد هؤلاء وقال البشير: (جئنا المرة السابقة وصلينا في الكرمك، ونريد أن نأتي مرة أخرى وهي خالية من أي تمرد)، وأضاف: (كلما حاول التمرد تعطيل مشروع سنرد بمشروع، وسنحتفل قريباً بستيت وعطبرة، وسنبدأ الشريك وكجبار)، وطالب حملة السلاح بالعودة للسلام، وقال: (البلد يسع الجميع). وفتح البشير الباب لحملة السلاح للتحاور حول الدستور وصولاً لدستور دائم بالبلاد، وجدد في الوقت ذاته دعوة الجهات التي لم تشارك سابقاً، وقال: (أمامنا الآن تحدي وضع دستور دائم، دعينا الجميع وأغلبهم لبّوا الدعوة، ولمن لم يشارك فإن الدعوة مفتوحة بما في ذلك حملة السلاح حتى نحافظ على السودان ووحدته). ووجه البشير من أمام جسم سد الروصيرص، اللجان التي كوّنتها رئاسة الجمهورية بالاستمرار في الحوار المفضي لتوافق يرضي الجميع ويضم كل المكونات السكانية، ونوه إلى أن الهدف من إقامة الولاية إحداث التنمية ونشر الخدمات، فضلاً عن تقصير الظل الإداري. وفي سياق ذي صلة، أعرب الرئيس عن استعداد الخرطوم لإقامة علاقات حُسن جوار مع جوبا وإنفاذ اتفاقية أديس أبابا والاتفاقيات السابقة لجهة صنع حدود مرنة وآمنة تسمح بتبادل المصالح والمنافع، ورحب البشير بضيف البلاد حسن شيخ محمود الرئيس الصومالي، وتعهد بدعم مقديشو للوصول الى صومال آمن ومستقر يكون تعزيزاً لمسيرة الأحرار في العالم. قلادة الإنجاز إلى ذلك، قلدّ الرئيس البشير، أسامة عبد الله، ومك عموم النيل الازرق حسن عدلان، ومديري البنوك والصناديق العربية للتمويل، فضلاً عن (أوبك)، وسام النيلين من الطبقة الأولى، والمدير التنفيذي لوحدة تنفيذ السدود محمد حسن الحضري ذات الوسام من الدرجة الثانية، فيما منح مستشار خطوط النقل عبد اللطيف إبراهيم وسام الجدارة، كما وقّع على عقد تنفيذ المرحلة الأولى لترعتي كنانة والرهد. وشمل القرار الجمهوري للأوسمة بتقليد وسام النيلين من الطبقة الأولى للشيخ صباح الخالد الصباح وزير الخارجية الكويتي ورئيس مجلس إدارة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ود. سليمان جاسم الخربش الرئيس التنفيذي لصندوق الأوبك للتنمية الدولية ترسيخاً للمبادئ السامية وبذلهم المتميز في قضايا الوطن وتكريماً لدور الذين قاموا بدفع عملية التنمية والاقتصاد الوطني في بلادنا العزيزة بهذه المناسبة التاريخية. رجل التحدي واعتبر أسامة عبد الله وزير الموارد المائية والكهرباء، أن سد الروصيرص بعد انتهاء تعليته أصبح السد الأطول في العالم، وأكد اكتمال كل العمليات المتعلقة بالسد بنجاح. وقال: لن يهدأ لنا بال حتى نوظّف كل الإمكانات المائية التي يتمتع بها السودان، وأكد العزم على تشييد سدي كجبار والشريك. وقدم وزير الكهرباء شرحاً تفصيلياً للرئيس وضيوف البلاد حول مشروع التعلية والمراحل التي مرّ بها والفوائد الاقتصادية التي ستجنيها البلاد من المشروع. وأشار إلى أن قيمة عقد الأعمال المدنية للتعلية بلغت (396) مليون دولار، واستغرقت مدة تنفيذ المشروع (43) شهراً ابتداءً من مايو 2009م. طول انتظار وأكد خضر محمد قسم السيد المهندس المقيم لمشروع تعلية خزان الروصيرص، أن المشروع يعتبر سداً قائماً بذاته من حيث كميات الردم التي وصلت إلى (17.5) مليون متر مكعب وحجم الخرسانة (160) ألف متر مكعب وبلغت المياه الإضافية المخزنة بعد التعلية أكثر من ثلاثة أضعاف التي كانت قبل التعلية، واعتبر السد من أطول السدود في العالم ويعادل في طوله ضعف سد مروي. ووصف المهندس المقيم، سد الروصيرص بأنه أهم المشروعات التنموية في البلاد، وقال إن أهل السودان كانوا ينتظرون هذا الحلم منذ أربعين عاماً. وعدّد المهندس المقيم الفوائد التي تحققت بقيام المشروع حيث ارتفعت السعة التخزينية من (1.9) مليار متر مكعب قبل التعلية الى (6) مليارات متر مكعب مما يضمن للسودان توفير المتطلبات المائية للمشاريع الزراعية المروية القائمة على النيل الأزرق وتحقيق التوسع الأُفقي في الزراعة المروية في مساحات تزيد على (1.5) مليون فدان للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي المحلي والإقليمي وفتح الباب نحو الاستثمار في مجال الزراعة المروية، بجانب زيادة مساحة أراضي الجروف بحوالي (76) ألف فدان بنسبة بزيادة (100%) عمّا هو قائم، بالإضافة لزيادة الثروة السمكية والصيد من البحيرة بمقدار ألف طن بنسبة زيادة (70%). وقال إن المشروع اسهم في زيادة التوليد الكهرومائي بمحطة كهرباء الروصيرص بحوالي (600) قيقاواط ساعة أي ما يعادل نسبه (5.5) من التوليد الحالي للوحدات القائمة دون تكلفة إضافية، وأكد أن التعلية وفرت ظروفاً اجتماعية واقتصادية وبيئية ومعيشية وخدمية أفضل للسكان بعد إعادة توطينهم في مواقع نموذجية. وأشاد المهندس المقيم بالصناديق العربية والإسلامية والدول الشقيقة والصديقة والشركات الاستشارية والمقاول الذين أسهموا في إنجاز مشروع التعلية. فتح جديد وتعتزم السلطات شق قناة الدندر التي ستروي مليون فدان، وتم التوقيع على عقدٍ مع شركة صينية أثناء الاحتفال بافتتاح تعلية سد الروصيرص، والقناة التي سيبدأ شقها فوراً هي ما يعرف بترعة الرهد وستزيد الرقعة الزراعية في أراضي الضفة الشرقية للنيل في ولايات النيل الأزرق وسنار والقضارف. وينتظر شق ترعة كنانة بالضفة الغربية للنيل لاحقاً لري مليون فدان أخرى. أوبك تساند أكد د. فؤاد البسام ممثل الرئيس التنفيذي لصندوق الأوبك للتنمية الدولية مساندة الصندوق ووقوفه إلى جانب السودان لمكافحة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة، وأشار إلى استعداد الصندوق للنظر في كل مشروعات التنمية التي تقدمها الحكومة السودانية في الصدد. وأعرب البسام لدى مُخاطبته حفل تدشين التعلية عن إشادته وتقديره بتكاتف الصناديق العربية مع السودان في تنفيذ ودعم مشروع تعلية سد الروصيرص الذي وصفه بالمشروع المهم والرائد لتحسين ورفع أنظمة الري والزراعة وزيادة مشروعات المياه والكهرباء والأسماك ورفع المستوى الاقتصادي للمستفيدين من المشروع من سكان الولاية ولشعب السودان. وقال إنّ أول قرض قدمه الصندوق للدولة كان يحمل الرقم (1) وهو لصالح السودان لدعم الري والزراعة والنقل، وأشار إلى أن الصندوق لا يكتفي بتمويل المؤسسات والمشروعات الحكومية بل يقدم التمويل للقطاع الخاص. قومية الروصيرص وأكد د. عبد اللطيف الحمد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، أن مشروع تعلية الروصيرص سيكون له الأثر الإيجابي لتحقيق التنمية الاقتصادية والأمن الغذائي في المنطقة العربية. وقال الأحمد فى كلمته خلال احتفالات تدشين مشروع تعلية الروصيرص والذكرى السابعة والخمسين لاستقلال السودان بالدمازين أمس، إن مشروع التعلية يحقق الكثير من النتائج والمفاخر ليس للمنطقة، بل للأمة العربية. ووصف مشروع التعلية بالإنجاز العربي الكبير، وأشار إلى الدور الكبير الذي ظل يقوم به الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لدعم المشاريع التنموية. شهادة إقليمية أكد عدد من الوزراء المشاركين من الضيوف في احتفالات البلاد ببدء تشغيل تعلية الروصيرص، أن مشروع التعلية يعد إضافة تنموية كبرى لدعم الاقتصاد الوطني ووصفوه بأنه إنجاز تاريخي. وقال محمد بهاء الدين وزير الموارد المائية المصري، إن مشروع التعلية سيسهم بصورة كبيرة في تنفيذ المشروعات التنموية بالسودان والمنطقة، وأعرب عن أمله أن تشهد العلاقات السودانية المصرية مزيداً من التطور، وأشار إلى توافق الرئيسين عمر البشير ومحمد مرسي على دعم التكامل المشترك بين البلدين لخدمة شَعبي البلدين، وأوضح أن المرحلة المقبلة ستشهد تنفيذ التكامل بقوة. من جهته، قال الامايو نقنو وزير المياه والطاقة الأثيوبي: أنا سعيد جداً بالمشاركة في هذه المناسبة السعيدة ونهنئ السودان بهذا الإنجاز التاريخي والعظيم، ووصف مشروع التعلية بالرائع ، وأضاف: اننا في أثيوبيا سنستفيد من تجارب السودان في المجال، وأشار إلى حرص بلاده على دعم التعاون المشترك بين البلدين.