تصطحب أطفالها معها الى كل مكان على عجلتها المتحركة القديمة المتهاكلة، في حضن مني محمد عبد الله المشلولة يجلس مولودها ذو الاربعة اشهر، وفي مقدمة العجلة تتدلي رجلي طفلها الآخر حيث يجلس، ومن خلفها يدفع ابنها الكبير (12 عاما) العجلة المتهالكة، واما ابنتها الوحيدة فإنها تبقي في المنزل وهو عبارة عن (كرنك) من القش في مربع (27) بربك، وتقول منى ان صاحب القطعة تحت التشييد وافق مشكورا على ان تبقى مع اطفالها، وفي رحلتها اليومية للبحث عن شئ يسد رمق اطفالها تجد من يعينها احيانا من بعض فاعلي الخير، وعندما قابلتها في سوق ربك كانت مني سعيدة لأنها قابلت والي النيل الأبيض يوسف الشنبلي مصادفة في احتفال اقامته محلية ربك للاحتفال بأعياد الاستقلال فأعطاها (300) جنيه وهو اكبر مبلغ تتحصل عليه في حياتها البائسة، كما ان ديوان الزكاة بربك يمنحها (50) جنيها شهريا لإعانتها ولكنها لاتساوي شيئا حيال مسئولياتها الكبيرة، وتناشد (حضرة المسؤول) والي النيل الأبيض، بعد الثناء على موقفه الانساني، ان ينظر في امر المواطنة منى نظرة اشمل بتوفير دعم اجتماعي لها أو تخصيص قطعة ارض مجانية والمساهمة في بنائها، كما تناشد امين ديوان الزكاة بالولاية جعفر كنان لإعادة النظر في الدعم الشهري المقدم لمنى، وتأمل من كل الخيرين داخل الولاية وخارجها توفير عجلة متحركة ومد يد العون والمساعدة لاضفاء مسحة من السعادة على حياة انسانة فقدت زوجها وتكافح، رغم شللها، لتربية ابنائها الاربعة.