تهتم المؤسسات الصحفية في جميع دول العالم بحضورها المستمر في شبكة المعلومات الدولية وفي مواقع التواصل الاجتماعي وصارت صحف اليوم تقّوم ليس بما توزعه من نسخ ورقية فحسب وإنما بعدد المتصفحين لها في الشبكة والمتفاعلين معها في مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك – تويتر – ماي سبيس – هاي فايف – لينكد إن – فريندستر – إكس بوكس وغيرها من المواقع التي باتت تقدم الصحف بأشكال إعلامية متنوعة منها النص والفيديو والصوت على اليوتيوب من خلال المتصفحات الدولية . وتجني الصحف من خلال الحضور اليومي في هذه المواقع عوائد مالية مباشرة وغير مباشرة وكل ما كان الحضور قوياً حجزت الصحيفة موقعاً متقدماً لها في سوق الإعلان والترويج. تابعت خلال الأسبوعين الماضيين جهود ناشري الصحف السودانية في محاولة إنقاذ سوق الصحافة في السودان من الانهيار وذلك بالاتفاق على زيادة رسوم الإعلان وشراء الصحيفة التي لما يبرح محطتها بعد ناشرو الصحف وهي الحل الأسهل وغير النهائي إذ لابد للصحافة السودانية وأزعم أنها مقروءة في الخارج أكثر من الداخل أن تواكب وتزاحم وتنال نصيبها من الحضور والتفاعل ومن ثم العوائد المادية العائدة لها من هذا الحضور . نشرت مجلة فوربس forbes نسخة الشرق الأوسط قائمة الصحف العربية الأفضل والأكثر حضوراً في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الدراسة التي قامت بها المجلة للعام الثالث على التوالي عن وسائل الإعلام الأكثر حضوراً في العالم العربي وقد شمل البحث المواقع الإلكترونية للصحف المكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية وبحثت الدراسة في مدى شعبية هذه المواقع وقدرتها على جذب جمهور جديد واعتمدت منهجيتها على المعلومات المتعلقة بتقرير إحصاءات موقع قوقل اناليتكيس من ادارات الصحف ال(41 ) المشاركة في القائمة للفترة من 31 أغسطس 2011 إلى 31 أغسطس 2012 . لم تشر الدراسة الى اشتراك أية صحيفة سودانية في قائمة فوربس من بين الصحف الرئيسية ل( 14) دولة عربية رغم العدد الكبير من الصحف الشاملة الصادرة في السودان والتي قد تعادل عدد صحف خمس دول عربية لصحافتها صيت وتأثير . قليل من الصحف السودانية تلك التي تهتم بالحضور اليومي في مواقع التواصل الاجتماعي بل هناك صحف مقروءة داخلياً لا مواقع إلكترونية لها ولا يطلع عليها إلا قراء الداخل، ومعظم الصحف السودانية مواقعها تقدم موادها التحريرية بعد الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت السودان وبعضها لا تحصل على مادتها التحريرية كاملة إلا بعد الساعة السادسة مساء وبعض الصحف تثبت مواد تحريرية وفي الصفحة الرئيسية لما يزيد عن الشهر رغم ضآلة القيمة التحريرية لها . نظام تصفح الصحيفة ال( PDF )والذي يمكنك من الاطلاع على الصحيفة كما النسخة الورقية لا يتوافر حالياً إلا بصحيفة الرأي العام التي دخلت هي وابنتها صحيفة حكايات على موقع pressDisplay.com وهو نظام يتيح للقارئ تصفح صحف جميع دول العالم المشتركة فيه ويتميز بسهولة التصفح المبكر والتحكم في تكبير وتصغير المادة المراد الإطلاع عليها . كما تقدم صحيفة الانتباهة نظام النسخة الورقية لقرائها وإن كان في بعض الأيام لا يمكن الحصول عليه إلا بعد منتصف النهار .بعض الصحف كالصحافة والسوداني وآخر لحظة والمجهر لها مواقع جيدة ولكنها لا تستخدم نظام تصفح النسخة الورقية حاليا. بقية الصحف اليومية الاخرى لا تهتم بالمواقع الإلكترونية لها ولا تحدث موادها كما أسلفنا وفي بعض الأحيان تتجاوز أخلاقيات العمل الصحفي بتثبيت تاريخ اليوم أسفل ترويسة الصحيفة وتكون المادة المتاحة للإطلاع هي مادة نشرت قبل اكثر من اسبوع. بعض الصحف لا مواقع لها إلا من خلال المنتديات الخاصة والتي في الغالب تضع ترويسات الكثير من الصحف ولا تحدث بياناتها أو تتيح الإطلاع عليها بصفة منتظمة . التحدي الأكبر لصحافتنا ألا يكون صراع البقاء هو عائد مبيعات منافذ التوزيع والاشتراكات الرسمية التي تضاءلت نتيجة لترشيد الإنفاق الحكومي أو النظر الى ما بداخل جيب القارئ المحلي وإنما بمواكبة حركة سوق الصحافة الجديدة ذات العائد الذي ينزل برداً وسلاماً على الناشر والقارئ والمعلن .