تداعيات أحداث (جبل عامر) بمحلية سرف عمرة فى ولاية شمال دارفور نهاية الأسبوع المنصرم والتي راح ضحيتها عدد من المعدنين التقليديين بمنجم جبل عامر القت بظلالها على المشهد الاقتصادي والسياسى والأمنى بالولاية ،كما ادت الى توقف التنقيب عن الذهب بعد ان بلغت صادرات هذه المنطقة من معدن الذهب فى العام الماضى نحو(15) طنا من الذهب دخلت إيراداتها فى الدخل القومى ،وانعكست آثارها الايجابية على اقتصاد الولاية وانسان المنطقة بتحسن دخله ومستوى معيشته ،بينما سارعت وزارة المعادن الى مطالبة جهاز الأمن والمخابرات بضرورة إرسال أعداد من قواتها لتأمين مناطق التعدين الاهلي خاصة في ولايات دارفور. وأقر الدكتور عبده داؤود وزير المالية بولاية شمال دارفور بتأثير هذه الأحداث على التعدين بالولاية على المدى القصير بإيقاف وتعطيل عمل عدد كبير من العمالة بالولاية فى مجال التعدين والتأثير على المدى البعيد على دخل المعدنين وأسرهم وأثره كذلك فى الاقتصاد القومى وقال الوزير فى حديثه ل(الرأي العام): (ان آثار توقف العمل بالمنجم انعكس بصورة مباشرة على دخل المنجمين الذى توقف وعلى مقدمي الخدمات المتمثلة فى المقاهي والمطاعم والخدمات الأخرى) ، مشيراً الى أن حوالى (7) آلاف عامل فى المنجم يمارسون التجارة والمهن الأخرى، كما أن الخسارة الكبرى على البلاد إذ يسهم مساهمة كبيرة فى الدخل القومى وخسارة على اقتصاد الولاية. وقال إن منجم جبل عامر أهم منجم للتعدين بالولاية. واشار الوزير الى أن هنالك حوالي (23) منجماً بولاية شمال دارفور يعمل بها حوالى (10) آلاف إلا أنه يعمل فى منجم جبل عامر (60) ألف عامل ، وتتوزع هذه المواقع على (8) محليات( الفاشر، مليط ، المالحة، أم كدادة ، كبكابية ، فرق عمرة ، السريف ، كتم). وحول استئناف العمل بالمنجم أكد الوزير حرصهم على إعادة العمل فى المنجم فى غضون أسبوع ومزاولة العمل به بصورة طبيعية، بجانب سعى الولاية لتأمين المنجم والعاملين، لافتاً الى أن هنالك تعاونا مع وزارة المعادن وشرطة المعادن التى أقرتها رئاسة الجمهورية فى الحماية. وأردف : سنفرض السيطرة التامة على المنطقة لحماية المعدنين الذين يمارسون التنقيب بصورتيه المنظمة وغير المنظمة من كل التفلتات الأمنية إضافة الى مقدمى الخدمة. وأكد الوزير أن الولاية بها عدد من المعادن الأخرى, مؤكداً وجودها فى مساحات الولاية مثل الحديد الذى يتميز بنسبة نقاء عالية، والألمونيوم والنحاس، كما أن هنالك معادن محتمل وجودها كالرصاص واليورانيوم إضافة الى الفوسفات خاصة وأن هنالك شواهد قوية بجوده، كما أن هنالك معادن مؤمل وجودها بحسب الدراسات الجيلوجية الأولية كالكروم والزنك ، مشيراً الى أن الولاية تتميز بمعدن العطرون النادر على مستوى السودان والدول الإفريقية المنتشر في (8) حقول بشمال دارفور والذى يستخلص منه الصودا الكاوية التى تدخل فى صناعات عديدة ومهمة. وتوقع الوزير أن يصل إنتاج المنجم خلال العام المقبل لنحو (25) طنا خاصة وأنه تم إنشاء مركز تدريب المعدنين إضافة الى استجلاب عدد مقدر من الأجهزة الجديدة لاستخلاص الذهب. وحول أثر التعدين على انسان المنطقة قال الوزير ان التعدين اتاح فرصا كبيرة للعمالة سوى على مستوى مواطني الولاية المحليين أو المعدنين أو الشركات ، مما يؤثر تأثيرا إيجابيا على دخل المنطقة والعاملين بالتعدين. فقد تجاوز عدد المعدنين وحدهم (95) ألف معدن بالولاية (60) ألفاً فقط فى جبل عامر.