يشدك اليه بجسده النحيل وهو ممدد على السرير، تظن ان المرض الغريب الذي امتص العافية من جسمه وقوس رجليه واقعده، قد تمكن منه، ولكن ما ان تتحدث اليه عن رحلته مع المرض التي بدأت في عام 2004م حتى تكتشف ان بذرة الحياة لم تمت داخله، ويقول احمد الصادق محمد زين الذين يبلغ العشرين من عمره انه اضطر لترك الدراسة وهو بعد في الفصل السابع اساس رغم تفوقه وطموحاته الاكاديمية، فيما يقول والده الذي كان عائدا لتوه وقد ربط الحمار في الكارو بعد رحلة عمل شارع تبدأ من الدغش وتنتهي مساء: ( صرفت كل قروشي في علاج الولد وما فضل لي الا ابيع الكارو والحمار)، وحتى في حال باع والده آخر ما يملك في الدنيا، كما يقول احمد الذي لمعت دمعة في عينيه، فان شيئا لن يحدث وستجوع امه واخته، آخر الفحوصات التي اجريت لاحمد، كما روت والدته التي تخبئ حزنها علي فلذة كبدها خلف نظرات تائهة، كانت في عام 2008م في المستشفى الدولي بالخرطوم بحري حيث اخبرهم اختصاصي العظام الشهير د. حاتم الرواشدة ان احمد ابنها يعاني من نقص في الكالسيوم ولكن التدخل الجراحي يمكن ان يجعله يمشي من جديد، كما ان د. سمير شاهين بمستشفي سوبا قال لهم الشئ نفسه، حينها، كما يقول والده الصادق محمد زين، كانت كلفة العملية للرجل الواحدة (20) الف جنيه، وكلما اجرى والده عملية حسابية للكلفة النهائية للعملية (40) الف جنيه ضرب يد بيد واستغفر، قبل عدة اشهر اصيب احمد الصادق بكسر في يده اليمني وبدأ يعاني الاما لاتطاق في رجله وقضي الليالي يعتصر الألم داخله ولكنه سرعان ما ينفجر في بكاء حار فتبكي والدته واخته بينما يبدي والده تماسكا زائفا سرعان ما ينهار فيهرب لداخل احدى غرف الجالوص ليبكي هناك يصوت مكتوم، تختلف فصول الماسأة في حياة احمد الصادق الذي يداعبه اصدقائه عندما ينادون عليه من خلف حائط منزلهم القصير بان انهض ايها (الامبراطور) في اشارة للفنان الشاب احمد الصادق الملقب بالامبراطور وسط قطاع واسع من الشباب في عمر احمد، وتقول والدته ان ابنها نذر نذرا ان تكون أولي خطواته ان تمكن من اجراء الفحوصات الجديدة والعملية التي ولاشك ان ارتفعت كلفتها الآن نحو المسجد ليعتكف فيه وان يزور قبر الرسول عليه افضل السلام والتسليم، عندما غادرنا بيت الجالوص ابتسم الينا أحمد وقال: ( ساوفي بنذري طالما ان أبواب السماء تفيض برحمة من الله).