ظلت فاتورة استيراد ( زيوت الطعام) تشكل هاجساً للدولة بزيادة الضغط على النقد الاجنبي نتيجة لزيادة الواردات والاستهلاك المحلي للزيوت الامر الذي دفع الحكومة لادراج الزيوت ضمن البرنامج الثلاثي الاسعافي الرامي لاحلال الواردات خاصة واردات الزيوت والسكر والأدوية والقمح ، الى جانب تكوين محفظة تمويل للزيوت بمبلغ (200) مليون جنيه لانتاج الحبوب الزيتية وتشغيل المصانع والمعاصر المتوقفة وتوفير مدخلات الانتاج. وتفيد متابعات (الرأي العام) ان محفظة تمويل الزيوت ادت الى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيوت، وتشغيل (19) مصنعاً ومعصرة متوقفة، وتوفير فرص العمل وتأمين الاستهلاك المحلي بجانب الشروع في اجراءات الصادر لزيت الفول السوداني والفول النقاوة للخارج مما يسهم فى توفير موارد من النقد الاجنبي يمكن تدوريها في توفير مدخلات الانتاج لقطاع الزيوت. وكشف الرشيد حسن مكي نائب الامين العام لغرفة الزيوت والصابون عن استفادة معظم مصانع الزيوت من محفظة التمويل التى يديرها مصرف التنمية الصناعية سواء بتوفير لمدخلات الانتاج او تمويل شراء الحبوب الزيتية الامر الذي ادى الى اعادة تشغيل المصانع وتوفير الزيوت للاستهلاك المحلي وتحقيق الاكتفاء من زيوت الفول والبدء في تصدير النقاوة وزيت الفول الى جانب استغلال الطاقات الكامنة لمصانع ومعاصر الزيوت وزيادة عرض الزيوت وخفض اسعارها. واضاف الرشيد في حديثه ل(الرأي العام) : هذا العام لن نستورد زيوت من الخارج نتيجة لزيادة انتاجية الفول السوداني بكميات كبيرة تكفي من المحصول الاساسي في استهلاك الزيوت والبدء في الصادر بفضل انشاء المحفظة التي وفرت التمويل لمصانع ومعاصر الزيوت. واكد الرشيد انخفاض اسعار زيت الفول بالاسواق المحلية لتبلغ جركانة الزيت زنة (36) رطلا نحو (145) جنيها تسليم المصنع، كما انخفضت اسعار الفول المقشور من (5300) جنيه للقنطار، الى نحو (4100) جنيه للقنطار، وتوقع استمرار انخفاض اسعار زيت الفول نتيجة لزيادة الانتاج هذا العام وزيادة الوارد الى سوق امدرمان يوميا بمعدل (3) آلاف قنطار، مشيرا الى زيادة الطلب على زيت الفول لاغراض الاستهلاك المحلي. واشار الرشيد الى ارتفاع اسعار زيت زهرة الشمس ليبلغ سعر جركانة الزيت زنة (36) رطلا نحو (200) جنيه نتيجة لارتفاع زهرة الشمس وارتفاع تكلفة الانتاج، الى جانب ارتفاع زيت السمسم الذي يزداد الطلب عليه بغرض الصادر حيث يبلغ سعر قنطار السمسم نحو (441) جنيها، كما واصلت اسعار بذرة القطن ارتفاعها لتبلغ جركانة الزيت زنة (36) رطلا نحو (160) جنيها . وفي السياق اعلن الاستاذ حسن كدود مدير محفظة تمويل الزيوت بمصرف التنمية الصناعية عن تشغيلهم لنحو (19) مصنعا ومعصرة متوقفة عن العمل لتستأنف نشاطها من الجديد من بينها مصانع زيوت (الشاطراب ومرحب والندى) والتي كانت متوقفة عن العمل لسنوات مما ادى الى تحريك المصانع وتشغيل العمالة وتوفير الزيوت للمستهلك، كما شهد الموسم الماضي توفير مدخلات الانتاج للمصانع خاصة زهرة الشمس وبذرة القطن حيث تم شراء نحو (30) الف طن بذرة قطن من شركة السودان للاقطان لتشغيل المصانع المتوقفة . واضاف كدود في حديثه ل(الرأي العام) : هذا الموسم بدأ بداية مبشرة، حيث بدأنا الشراء باسعار افضل من الموسم السابق بتوفير الفول للمصانع عن طريق الشراء المباشر وعن طريق التمويل، كما بدأت المحفظة بتمويل اكبر من العام الماضي ليبلغ حجم المحفظة نحو (200) مليون جنيه منها (50) مليونا من مصرف التنمية الصناعية رائد المحفظة، و(50) مليون جنيه من البنوك، كما صادق البنك المركزي على (100) مليون جنيه نستلمها غداً الاحد الامر الذي يبشر بتوفير مدخلات الانتاج للمصانع والمعاصر . وكشف كدود عن البدء في اجراءات لتصدير الفول السوداني النقاوة والزيوت الى الخارج بعد زيادة انتاج الفول هذا الموسم لتسهم هذه الصادرات فى توفير موارد من النقد الاجنبي سيتم توظيفها في استيراد مدخلات لمصانع الزيوت واردف : ( بدأت اسعار الزيوت تشهد انخفاضاً بالاسواق المحلية خاصة زيت الفول لتبلغ اسعار الجركانة زنة (36) رطلا نحو (145) جنيها سعر المصنع بدلا عن (180) جنيها كما انخفضت كذلك اسعار الامباز والبذرة). وجدد كدود التزام محفظة التمويل بتنفيذ موجهات البرنامج الاسعافي الثلاثي الرامي لاحلال الواردات وزيادة الصادرات بالتركيز على توفير زيوت الطعام وتحقيق الاكتفاء الذاتي، مع تصدير زيوت الطعام لتوفير موارد من النقد الاجنبي جراء تصدير الزيوت والفول النقاوة ،وتابع : ( لا توجد مشكلة في الموارد المالية للمحفظة كما بدأنا في اجراءات تصدير الفول النقاوة والزيوت، وسنبدأ في فبراير المقبل شراء زهرة الشمس وبذرة القطن للمصانع والمعاصر لاستغلال طاقاتها الكامنة).