ما يحدث فى مصر الآن ... هو نتيجة حتميه لثورات الربيع العربى ... ويجرى مثلها فى ليبيا وبالتحديد مدينة بنغازى ... وقليلاً منها فى تونس . وما يحدث فى مصر أمر لا يصدق ... ثورة شعب كاملة لم يستطع النظام الجديد الحاكم أن يصل إلى حلول مع الجماهير الثائره ... والرئيس المصرى وأركان حربه كل ما فعلوه هو إعلان حالة الطوارىء ، والتى لم تشهدها مصر خلال السنوات الماضية . ثورات هادرة ... وحرائق واشتباكات مع قوات الشرطة والقوات المسلحة ... ومئات القتلى وأعداد هائلة من الجرحى . الرئيس المصرى محمد مرسى حائر ... وحكومته أكثر حيرة ... ولم تستطع إتخاذ أى قرار يوقف ذلك الزحف الجماهيرى ... وما زالت تهديدات الرئيس المصرى للمتظاهرين مستمرة ... خاصة بعد إحراقهم لمدرعة تابعة لقوات الأمن وسط القاهرة ... ويعتبر هذا تطور خطير للغاية وتصعيد للأزمة بشكل كبير لم يكن يتوقعه الجميع المشهد فى مصر مرعب وخاصة فى مدن القناة بورسعيد والسويس وغيرهما من مدن القناة ... ولا أحد يدرى ماذا حدث ليلة أمس عقب بدء ساعات حظر التجوال ، والذى أصرت بعض الجماعات تحديه والخروج إلى الشوارع والإستمرار فى المظاهرات ضد حكومة مصر . وإذا كانت نتائج الربيع العربى الذى هلل له الكبار والصغار هى ما يحدث فى بلدان الربيع العربى ... فكيف ستكون نتائج الفجر الجديد ؟ بكل تأكيد ستكون نتائجه أكثر سوءأً وأكثر فوضوية وأكثر خرابا . لقد هرب دعاة الربيع العربى فى السودان وقفزوا إلى الفجر الجديد ... ظناً منهم أن نتائجه ستكون أقل سوءاً من نتائج الربيع العربى . والفجر الجديد تعبير أطلقه ليمان المبعوث الأمريكى للسودان لإكتشافه فشل الربيع العربى ، والذى أتى بحكام أكثر كراهية للأمريكان ... وستكون نتائج الفجر الجديد والحكام الذين سيأتى بهم الفجر الجديد ، سيكونون أكثر سوءاً من نتائج الربيع العربى الحالية . تحدى الشعب المصرى فى القاهرة قانون حظر التجول وكذلك فى مدن القناة الثلاث بور سعيد والإسماعيلية والسويس . ولا أدرى لماذا تركت القيادة المصرية الأمور تصل إلى هذا الحد... وأصبحت تتفرج على التصعيد ... ويبدو أنها سوف تعتمد على جماهيرية واسعة ... وتخشى من المواجهة الحاسمة والتى سوف تخسر فيها مصر الكثير من أبناء شعبها الأبرار . إن تجربة الإخوان ، إخوان مصر فى الحكم جديدة وتحتاج لتجارب كثيرة لصقلها ... عكس تجربتهم الغنية والثرة فى المعارضة . يجب أن تسود الحكمة والعقلانية وسط الجانبين ، الحكومة والمعارضة ... وأن تحل نقاط الخلاف وفق هذه الحكمة . نأمل لمصر الشقيقة الإستقرار والأمن والوفاق بين شعبها . والله الموفق وهو المستعان .