ظلت دولة جنوب السودان تمارس تعقيداتها لعدم تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في سبتمبر من العام الماضي وبعد أن كانت الدولتان أقرب الى تنفيذ الاتفاقيات على أرض الواقع وإعادة العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين تغير اتجاه البوصلة على عكس توقعات المراقبين وواصلت حكومة الجنوب ضرب الاقتصاد الوطني عبر وسائل مختلفة فعادت مرة أخرى حرب العملات بين الجانبين وبعد ان لجأت حكومة جنوب السودان في بداية انفصال الجنوب الى طباعة عملتها وإعلانها قبل حكومة السودان اتجهت مرة أخرى بطباعة وإدخال عملة سودانية مزورة وتداولها وسط المواطنين في ولاية النيل الأزرق مستفيدة من تجارب بعض الدول التي عمدت الي تخريب اقتصاديات الدول المعادية لها كما حدثت في حروب دول البلغان وحرب العراق والتي تعمده المعادين للحكومة بطباعة عملات مزيفة وتوزيعا على المواطنين عبرالطيران لكن دولة الجنوب اتجهت الى الاستفادة من تمدد الحدود بين الجانبين بعد أن فشلت في حرب الطيران المباشر في (هجليج ) وكشف الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد ان الجهات الأمنية بالولايات الحدودية المتاخمة لجنوب السودان ولايتي النيل الأبيض والأزرق قد تمكنت من القبض علي اوراق مالية سودانية بعدد عشرين ورقة فئة الخمسة جنيهات مزورة الي جانب اوراقا اخري من كل الفئات تم تزويرها بناء علي توجيهات من دولة الجنوب لشراء الذرة وكل المنتجات السودانية المهربة الي دولة الجنوب .هذه الخطوة من قبل دولة الجنوب أدت الى اتخاذ السلطات الأمنية الحيطة الكاملة والرقابة المناسبة لمنع تدفق الأموال المزورة شمالاً كما وضعت عقوبات رادعة للذين يتعاملون في هذا النوع من الفئات المزور وسارعت البنوك في وضع احتياطيات لمنع وصول هذه العملات لفروع البنوك المختلفة خاصة في الولايات الحدودية وعممت البنوك منشورا لفروعها في ولايات التماس بتوخي الدقة لمنع تسربهذه العملات اليها حسب عثمان التوم مديربنك النيلين والذي اشار الي انهم شرعوا منذ وصول الخبر اليهم من قبل الجهات الأمنية الى تعميم نشرات للفروع التعامل بحذر مع العملات الواردة لمختلف الفروع بالتركيز على ولايات التماس مع الجنوب وقال في حديثه ل(الرأي العام ) انهم لم يتلقوا أي إخطار من الفروع المختلفة بوصول عملات مزورة الى البنك حتى الآن، إلا أنه أشارالى ان الحذر واجب للحد من تداول هذه العملات خاصة وسط الجمهور وقال إن الاثر موجود رغم أن هذه العملات من الفئات الصغيرة وعادة ما تتم وسط المواطنين واشار الى أن تداول هذه العملات سوف يزيد من حجم السيولة والعملات المطروحة في السوق وستعمل على زيادة ورفع معدلات التضخم وان بعض المواطنين سيفقدون قيمتها جراء التداول المغشوش مما يؤدي الى انكماش السيولة وتضرركثير من المواطنين اذا دخلوا في معاملات تجارية. ويرى الخبير المصرفي د عصام الزين أن إخطارالعملة المزيفة تتمثل في خفض تراجع قيمة العملة وتراجع الثروة الموجودة للفرد وتؤثر مباشرة على القوة الشرائية وفي حجم العملات من نسب إجمالي السيولة الموجودة وتؤدي ايضا الى رفع الأسعار عبر توفير نقد أكبر من الموجود و تعتبر دائما خطرا قويا على الاقتصاد وقال إن تزييف العملة من الأسباب الرئيسية لرفع معدلات التضخم وقال إن الجهات التي تطبع عملات مزيفة محسنة بكميات أكبر وبمواصفات قريبة من مواصفات العملة الأصلية عادة ما تكون لها قدرات أكبراو تلجأ الى بعض الدول او الاستفادة من المقومات الموجودة في البلد الآخر الى ضرورة عدم وصول المزيفين للاستفادة من المقومات المساعدة للتزييف وشدد على ضرورة ان هنالك عملات مستوفية لكافة الشروط تصعب مواءمتها وتزييفها مبينا بأن استخدام الأوراق الضعيفة تؤدي مساحة وتساعد المزيفين من طباعة عملات شبيه لها داعيا الى ضرورة مراجعة العملات ذات الفئات الصغيرة وإعادة طباعتها مرة أخرى مع تمليك الجمهوربكل الخصائص الأمنية وشدد الزين على ضرورة مراقبة المناطق الحدودية وتوعية التجار والمواطنين بتوخي الحذرعند التعامل وقال عزالدين ابراهيم وزيرالدولة بالمالية الأسبق إن هذه الفكرة منقولة من بعض الدول التي لجأت لمثل هذه الخطوات لأضعاف أقتصادات الدولة المعادية لها من قبل جهات منظمة لهذه العمليات وقال إن تزييف العملات أو حرب العملات من أكثر وأخطرالوسائل لتدميرالاقتصادات محذرا من تداعيات ذلك وقال ان دولة الجنوب لجأت لذلك لإحداث انهيار اقتصادي بالبلاد من خلال طباعة عملة مزيفة واشارالى أن ذلك يؤدي الى ارتفاع الأسعار وارتفاع سعرالصرف واصفا ذلك بوسيلة أخطر من الحروب المباشرة لانها تؤدي الى تخريب الاقتصاد ومن الصعب مقاومتها قائلا إن الحروب المباشرة عادة ما تلجأ اليها الدول للردع، وشدد عزالدين على ضرورة متابعة ومراقبة الحدود وتشديد الجوانب الأمنية ومحاكمة المتورطين وإنزال أقصى العقوبات عليها وشدد الفريق صلاح الشيخ مدير إدارة الجمارك السابق أن دولة الجنوب لم تراع طوال فترة ما بعد الانفصال المعاملات الحسنة والجيدة التي تقدمها لها السودان ولمواطنيها الموجودين وقال إن دولة الجنوب أصبحت تعمل على الدوام لتدمير الاقتصاد الوطني مشددا على ضرورة تطبيق المعاملة بالمثل والاتجاه الى استخدام وسيلة الردع لانها اصبحت وبمساندة من الدول الأخرى المعادية للسودان تعمل على تخريب الاقتصاد من خلال ضرب منشآت النفط مرة وبطباعة وتزييف العملة السودانية مرة أخرى مشددا على ضرورة تغيير سيناريوهات التعامل مع دولة الجنوب في الفترة المقبلة.