اللواء دانيال كودي، أحد قادة جبال النوية في الحركة الشعبية وأبرز لواءات الجيش الشعبي الذين نفضوا أيديهم من الحرب في ولاية جنوب كردفان، فقد انحاز إلى السلام بصورة مكشوفة ووجه انتقادات لعبد العزيز الحلو وغيره من قيادات الحركة الذين أشعلوا الحرائق لأسباب بحث عنها دانيال كثيراً ولكنه لم يجد ما يبرر إطلاق الرصاص على مواطني الولاية الذين بدأوا في جني ثمار السلام تنمية وأمناً وخدمات. أطلق دانيال كودي مبادرة يتيمة لحل مشكلة جنوب كردفان، ثم إختفى عن واجهة الأحداث ودوائر الفعل السياسي منذ فشل تلك المبادرة، وخلت صحف الخرطوم إلا من أخبار خلافاته الحادة مع الفريق عرديب التي كانت مثل صراع أصلعين على مشط بينما الحرب اللعينة في جنوب كردفان تواصل حصد أرواح الأبرياء وتعطل مشروعات التنمية التي كانت وتيرتها تمضي بإيقاع متسارع. المفارقة أن اللواء دانيال كودي يرأس الآن جناحاً للحركة الشعبية يعرف بجناح السلام، ومع ذلك يبدو أثر الرجل على تحقيق السلام منعدماً، فيبدو أنه غير راغب وغير قادر على إحداث أي إختراق أو تقريب لوجهات النظر بين طرفي الصراع خاصة بعد أن تم تصنيفه ضمن فريق على حساب الآخر، ولذلك آثر الصمت والإختباء في منزله الوسيع بضاحية الدروشاب.