الأغانى السودانية مليئة بالزهور في مفرداتها، مثلاً «الزهور صاحية وانت نايم» و«سط الزهور متصور» و«الزهور والورد» وغيرها إلا ان الزهور الطبيعية بالتحديد لم تجد مساحة في المجتمع السوداني، ولم تكن ثقافة تقديمها في المناسبات أو حملها للمرضى في المستشفيات موجودة حتى وقت قريب، ولكن بدأت تظهر هذه الثقافة في المجتمع وانتشار «البوكيهات» اكبر دليل على ذلك حيث بدأت منحصرة في «الزواج» فتحمل العروس «زهوراً» وهي ترتدى «الزفاف» وانتقلت الى المستشفيات، فيحمل الزائر للمريض الزهور، وفي مدخل بعض المستشفيات تجد ثلاجة انيقة تعرض فيها الزهور بغرض بيعها «للزوار» واندثرت ثقافة «حمل علبة الشوكولاتة وكيس الفاكهة» كما اصبحت الزهور تقدم كهدية في الأعياد.. اخبرنى أحد الزملاء انه عند عودته الى المنزل اخبره اهله ان احدهم ارسل له «بوكيه ورد» مكتوب عليه بخط انيق «معايدة»، اما «نجلاء» فقد ذكرت ان خطيبها ارسل لها هدية العيد «زهور» جميلة.. و«مروة» كانت داخل محل لبيع الزهور قالت: انها تحب الورود وحضرت لتختار «بوكيه» لمناسبة زواجها.. واضافت ان ظاهرة تبادل الورود جاءت حديثة نتيجة للجفاف الذى يعترى ذوق الشعب السوداني.. حسن ابراهيم يعمل في محل «لبيع الزهور الطبيعية» ذكر ان سعر أصغر «بوكيه» يتراوح بين «05-57» جنيهاً وقال ان معظم زبائنه من «العرسان» و«الاطباء» واضاف ان أيام العيد شهدت زيادة على الطلبات، وتوقع الانخفاض في الطلبات في فصل الشتاء.. يبدو ان باقات الزهور بدأت ترتاد اماكن لم تكن تعرها اهتماماً وان ثقافة الاهتمام بتقديم الورد كهدايا ازدهرت بعد انتشار معارض الزهور التى اصبح لها مواسم وجمهور..