تعتبر محلات الزهور الطبيعية والمعروفة باسم (الزهور الطازجة) من المحلات القليلة جداً في العاصمة القومية، على الرغم من انتشار ثقافة الزهور بصورة ملحوظة مؤخراً، حيث بات العديد من الأسر تقوم بزراعتها داخل المنزل وحوله، ولكن تبقى ثقافة حمل باقة الورد في المناسبات السعيدة وعند زيارة المرضى غير موجودة، وربما السبب في ذلك يرجع للظروف الاقتصادية، فدوماً مانجد زائر المريض يحمل الفواكه بدلاً عن الورود. وحتى نتعرف على حقيقة ما إذا كانت هذه الثقافة موجودة أم لا قامت (آخر لحظة) بسؤال الدكتور نصر الدين شلقامي الخبير في هذا المجال بجانب زيارة شملت عدداً من محلات بيع الزهور لمعرفة مدى الإقبال. ü يقول شلقامي يعتقد الكثير من الناس أن ثقافة الزهور هي في المجتمع الغربي فقط، ولكن في مجتمعنا العربي والإسلامي نجد أن ثقافة الزهور موجودة ومتمثلة في أسمائنا العربية فنجد اسم - زهرة - وردة.. لكن الغرب طوّر هذه الثقافة ووجد لها مدلولات، فالوردة الحمراء تعني الحب، والبُنيّة تقدم في المناسبات العائلية كعيد الأم، والورد الأبيض يقدم للمريض وعند العزاء. أما الورد الأحمر والأبيض فيعني السلام والوئام والوحدة، كما أنه يقدم عند الاعتذار، أما الورد الأبيض أو البيج فتحمله العروس في ليلة زفافها. بجانب هذا فإن هناك بعض الشعوب في شرق آسيا تقدس الزهور كما أن شعار دولة سنغافورة وردة. وأضاف شلقامي قائلاً: الخرطوم تستورد أكثر من (60) طناً من الزهور سنوياً، وهناك أكثر من عشرة محلات في الخرطوم تقوم ببيع الزهور، لكن الدولة الآن منعت استيراد الزهور لأنها تعتبرها من السلع الكمالية، وأنا أرجو من الدولة أن تطرح حوافز وامتيازات لزراعة وإنتاج الزهور في السودان، خاصة وأننا يمكن أن نصدر الزهور، علماً بأن الظروف المناخية في السودان مناسبة جداً خاصة فصل الشتاء، لذلك لابد للدولة أن تقوم بتقديم امتيازات وتمويل ميسر لتشجيع المستثمرين للدخول في هذا المجال، خاصة وأن دخل الفدان الواحد من الزهور يفوق أي منتج زراعي آخر نزرعه في السودان سواء كان القطن أو الذرة أو الفول. وقال إن هناك مناسبات تستهلك فيها أطنان من الزهور كعيد الحب «الفلنتاين»، وعن سعر الوردة أضاف بأنها غالية، فالزهرة الواحدة تكلف عشرة جنيهات، والبوكيه الصغير يكلف خمسين جنيهاً، لكن إذا كانت الزهور منتجة محلياً فإن سعرها سوف يكون أقل من ذلك بكثير، ففي العام 1975 تم إنتاج زهور بإحدى المزارع بالخرطوم وتم تصدير نوع من الزهور يسمى «قلاديول». ü وعندما طرحنا هذا السؤال هل سبق وأن قمت بشراء زهور وقمت بتقديمها هدية لأي من الأسرة أو الأصدقاء في مناسباتهم؟ على عدد من المواطنين كانت إجابتهم وبالإجماع «لا». ü وبذهابنا لعدد من المحلات وسؤالنا عن مدى الإقبال كانت أفادتنا بأن الإقبال ضعيف والشراء محصور بأيام معينة كعيد الحب ويوم الخميس والجمعة من كل أسبوع، حيث تكون هناك مناسبات الزواج فيأتي العريس لشراء باقة ورد ،لكن الإقبال عموماً ضعيف فالزهور ليست للزواج وعيد الحب فقط، بل إنها يجب أن تقدم في كل المناسبات سواءً الحزينة أو السعيدة.