الاحد الماضي، فوجئت الطالبات اللائي يقمن بمدينة (بشائر السلام) الجامعية بالحلة الجديدة، الخرطوم، بقرار زيادة أجرة السكن، من «051» جنيهاً إلى «052» جنيهاً للسرير الواحد، بالطابقين الأول والأرضي، علما بأن الغرفة الواحدة تضم «4» طالبات، وتحتوي المدينة على «801» غرف تسكنها حوالي خمسمائة طالبة، ومن لا تستطيع تحُّمل هذه الزيادة، عليها الصعود لأعلى إلى الطابقين الثالث والرابع حيث تبلغ أجرة السرير «051» جنيهاً للطالبة في الشهر، والغرفة بهذين الطابقين تسكن بها «6» طالبات ومعهن «6» دواليب، وحسب ما ذكرته بعض الطالبات، فإن المياه لا تصل للدورين الثالث والرابع، مما يضطرهن للنزول إلى الدور الأرضي للإستحمام والشرب، وعندما احتجت الطالبات على زيادة الرسوم ومعاناة المياه إنبرت إحدى المشرفات قائلة أمام الطالبات المحتجات: (العاجبو، عاجبو..والما عاجبو يترك المدينة!!). القرار يعني أن على الطالبة الواحدة سداد «0051» جنيه سنويا، لو فرضنا ان العام الجامعي «01» أشهر، فمن أين لهن بهذا المبلغ ولديهن إلتزامات أخرى كثيرة (رسوم جامعية - ترحيل- معيشة - كتب - مراجع.... الخ)؟!! والخطورة في هذا الأمر أن بعضهن فكر جدياً في الإتجاه للسكن خارج المدينة الجامعية بتأجير شقق مفروشة، وتعلمون جيداً خطورة سكن الطالبات لوحدهن، والنظرة المتشككة للمجتمع إليهن.. نحن لا ننكر الدور الكبير والمهم الذي لعبة ويلعبه الصندوق القومي لرعاية الطلاب في إنجاح ثورة التعليم العالي، بتشييده لعشرات المدن الجامعية بكل ولايات البلاد لإسكان الطلاب والطالبات، غير ان زيادة رسوم السكن بالمدن الجامعية، خاصة بالنسبة للطالبات ومعظمهن من الولايات، يمثل عبئاً إضافياً مرهقاً لأولياء أمورهن الذين يعانون كثيراً لتوفير إحتياجات بناتهم الطالبات بالجامعات.. وهذه مناشدة للدكتور «محمد عبد الله النقرابي» مدير الصندوق القومي لرعاية الطلاب، بالغاء الزيادة الأخيرة في رسوم السكن، رحمة بهن وبأولياء أمورهن، قبل أن «يقرع ناقوس الخطر»!!