مرفأ الذاكرة السودانية.. فتح به الصحافي الموهوب محمد الشيخ حسين عصراً جديداً للتدوين.. وتجلت عبقريته ليس في الاسم الذي يحمل عمقاً ودلالات كثيرة.. فقط.. وإنما في جرأته في الاتجاه نحو عصر جديد للتدوين.. ينشط الذاكرة السودانية، لأن التوثيق أمر أهملناه كثيراً في الفترات السابقة وهو أمر مهم في حياة الأمم والشعوب. وعصر محمد الشيخ حسين الذي دون فيه لشخصيات عظيمة من الراحل حسن نجيلة مروراً بمذكرات خضر حمد.. وزين العابدين الهندي والإمام الصادق المهدي وإفادات سر الختم الخليفة وأحمد سليمان وبدرالدين سليمان وأحمد السيد حمد وكل الذين تركوا بصمات في لوحة بلادنا الحبيبة وفي صحفها المجتهدة. ودون صديقنا محمد الشيخ حسن للراحلين العظيمين محمد عمر بشير وجمال محمد أحمد، ولم ينس انتفاضة أبريل.. ولم يسقط الأحزاب الجنوبية.. ولا المؤتمر الوطني كما لم ينس دارفور بوابة السودان الغربية. لقد دون محمد الشيخ حسين وبذكاء منقطع النظير لحقبة مهمة من تاريخ بلادنا.. حيث حلق عميقاً في عقل ووجدان أهل السودان من مفكرين وساسة وغيرهم، بل أصبح مصباحاً أنار الطريق لمن يبحث أو يريد ان يبحث في الذاكرة السودانية. هذا الجهد العظيم ذو الفائدة العظيمة.. صاحبه من أصحاب المهنية العالية والموهبة المتقدمة أهلته دراسته وتجربته العملية العميقة داخل السودان وخارجه في مؤسسات صحافية عظيمة ومتقدمة.. وخلقت منه رقماً متميزاً في الصحافة السودانية. مرفأ الذاكرة السودانية.. حلق بي في سماوات رائعة وفي أزمان أكثر روعة.. في الزمان الجميل.. ومع الرموز التي لا تتكرر والكتابات التي لا تتكرر وكادت تنزوي لولا عصر التدوين الذي دشنه محمد الشيخ حسين بسفره هذا، إنه كتاب جدير بالقراءة وجدير بالاقتناء وجدير بأن يحتل موقعاً استراتيجياً في مكتب كل بيت سوداني ودعوة للشباب بشكل عام ولشباب الصحافيين بشكل خاص لإقتناء هذا السفر المتميز. ولك صديقي النابه محمد الشيخ حسين أطيب الأمنيات.. ودوام الإشراق بكل ما هو جديد ومشرق ومضيء.