اسمان تحوّلا من المحليّة الى العالميّة قبل عشرة اعوام... هما الهادى فحيمة وعبدالباسط المقراحى... استدعتهما الشرطة الاسكتلنديّة وطالبت الجماهيريّة الليبيّة بتسليمهما لتوقيفهما ومواجهتهما بتهمة جويّة: تفجير طائرة بان امريكان فى المجال الجوّى لقرية لوكربى الاسكوتلنديّة عام 88... ألقت على ضابطى الاستخبارات الليبيّة هذه التهمة ببيّنات واهية وقديمة... ووقفت ليبيا ضد تسليمهما رغم وساطات اقليمية ودوليّة... وتلقّت ليبيا انذارات دوليّة فى حالة عدم التسليم... وصمدت ليبيا وقتا أمام التهديدات ثمّ وافقت على التسليم لهولندا وليس لاسكوتلندا بعد تدخّل شهير من المناضل الافريقى الرئيس نيلسون مانديلا! وبعد محاكمة طويلة فى لاهاى الهولنديّة وحجج ضعيفة فى مواجهة الضابطين صدر الحكم بسجن أحدهما وبراءة الآخر... براءة فحيمة والسجن المؤبّد على المقراحى... ودخل المقراحى السجن الاسكوتلندى وعاد فحيمة الى ليبيا... ونسيت ذاكرة التاريخ تدريجيا اسم فحيمة واحتفظت باسم المقراحى! ومكث المقراحى سجينا باسكوتلندا لسنوات يدفع ثمن تهمة مواطن ودولة, ففى ذات الوقت كانت الجماهيريّة تسدّد تعويضات اسر ضحايا لوكربى... وتسدّد فاتورة طموحها النووى بتفكيكها (العدّة النوويّة)... وبعد أن دفعت ثمن كل شيئ نالت الجماهيريّة أعظم جائزة تتمنّاها دولة ضعيفة: اسقاط اسمها من قائمة الدول التى تصنع الارهاب وترعاه! ومنحت الجماهيرية الليبيّة شهادة الرضا النسبى لكنّه ليس الرضا المطلق... فأمامها الكثير من الواجبات التى تنتظرها... على ليبيا أن تقوم بالكثير من الواجبات المنزليّة !homework ثمّ بدأ اسم عبدالباسط المقراحى فى الظهور من جديد... خرج اسمه من السجن أوّلا بخبر تقديمه للاستئناف على حكمه المؤبّد... ثمّ خرج اسمه من السجن ثانيا بتسريب خبر مرضه بسرطان البروستاتا... وأنّه ربما يطلق سراحه لأسباب انسانيّة, فقط عليه أن يوقف اجراءات استئنافه... وفجأة أطلق سراحه... وعاد المقراحى الى ليبيا! استقبلت جماهير الجماهيريّة عبدالباسط المقراحى استقبال الأبطال... وهو يستحق ذلك, فقد دفع كل شيئ ولم يستبق شيئا... لم يبق له غير بروستاتا متهالكة... دفع عمره وثوريّته وصحته و(بروستاتته)... فكيف لا ينال لقب مناضل بعد ان دفع هو وجماهيريّته للحكومات الغربيّة كل أسعار الفائدة!!