شَهدت ولاية الخرطوم أمس أمطاراً غير مسبوقة استمرت لأكثر من (5) ساعات، ووصل أعلى معدلاتها (80) ملم، وأدت لوفاة مواطنة بمنطقة الحلفايا وطالبة بالحاج يوسف، وانهيار أكثر من ألف منزل بمحليات الولاية المختلفة، وتَعَطّل دولاب العمل بالدولة، فيما أعْلنت وزارة التربية والتعليم بالولاية إغلاق المدارس ليومين، وسارع والي الولاية لعقد اجتماع طارئ مع غرفة عمليات الولاية بحث من خلاله إمكانية تدارك الآثار السالبة للأمطار، في الوقت الذي يستمع فيه مجلس الوزراء برئاسة عمر البشير اليوم لتقرير مفصل من وزارة الري حول موقف الفيضانات والخريف الحالي.وعلمت «الرأي العام» أن (47) منزلاً انهارت كلياً و(146) جزئياً بمدينة الفتح، و(767) انهارت كلياً بمنطقة الكلاكلة، و(36) انهياراً كلياً بمنطقة أم بدة، وحوالي (73) منزلاً انهياراً كلياً، و(14) انهياراً جزئياً بمنطقة شرق النيل، وحوالي (72) انهياراً كلياً و(84) انهياراً جزئياً بالحاج يوسف. وكشفت جولة ل «الرأي العام» بمناطق الحاج يوسف وأم بدة والحلفايا وأم عشر، بجانب وسط الخرطوم الى تردي مصارف المياه، من خلال برك المياه وسط الشوارع الرئيسية والفرعية وأمام المنازل. وانتشلت قوات الدفاع المدني بمنطقة الحلفايا جثة (سمية عثمان) التي سقطت داخل بئر سايفون عندما حاولت فتحه لتفريغ مياه الأمطار.ولقيت الطالبة إيمان عبد الرحمن بجامعة أم درمان الإسلامية بكلية الشريعة والقانون مصرعها وذلك إثر انهيار سقف غرفة المنزل الذي يقطنونه بالحاج يوسف على رؤوس أفراد الأسرة، كما أُصيبت والدتها وابن خالتها إصابات متفاوتة.وتلاحظ من خلال الجولة لبعض المناطق والأحياء بالولاية غمر مياه الأمطار لعدد كبير من الميادين والشوارع من بينها شارع الأسفلت الذي يمر أمام هيئة الدفاع المدني بولاية الخرطوم، اضافةً لعدد من الشوارع بامتداد ناصر وشارع الستين ومدينة دار السلام المغاربة والحاج يوسف مما دعا بعض المواطنين المتضررين للقيام بإحداث كسور بشوارع الأسفلت بهدف تصريف المياه من أمام منازلهم.وكَشَفَت الجولة، الضعف الواضح في نظافة وتطهير مجاري تصريف مياه الأمطار إلى جانب ملاحظة بعض العيوب الهندسية في بعض شوارع الأسفلت الجديدة، حيث تلاحظ عدم وجود مصارف للمياه ببعض الشوارع الرئيسية من بينها شارع أفريقيا - المطار - في النفق المؤدي إلى مركز عفراء للتسوق، حيث إمتلأ النفق بالمياه مما استدعى السلطات لجلب طلمبات لشفط المياه من داخله. وفي السياق قَامَ والي الخرطوم ووزير الداخلية ووزير البنى التحتية بجولة عبر الطائرة، حيث اتضح أن أكثر المناطق تأثراً بالأمطار هي مناطق جنوبالخرطوم، التي تشمل السلمة.. سوبا.. أركويت والصحافة.من ناحيته قَرّر مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم في اجتماعه أمس برئاسة الوالي توجيه الآليات والمعدات كافة التي تعمل بها وزارة البنى التحتية والدفاع المدني والمحليات ومعدات القطاع الخاص لمعالجة آثار الأمطار، وقَرّر المجلس عقب استماعه الى تقارير أولية عن حجم الأضرار التي خلّفتها الأمطار. وقرّر تقديم دعم عاجل لغرف العمليات على مستوى الولاية والغرف الفرعية بالمحليات وتوظيفها لتوفير الآليات والطلمبات الساحبة، ووجه المجلس بإعطاء المحليات حرية اتخاذ القرار بقطع الأسفلت إذا اعترض تصريف مياه الأمطار، وقرّر المجلس تقديم دعم عيني بالخيام والمشمعات لمدينتي الفتح والرشيد وتقديم غذاءات عاجلة للمواطنين الذين تأثّروا من جراء الأمطار.ووجّه المجلس غرفة طوارئ الخريف المركزية برئاسة وزير البنى التحتية العمل على مدار اليوم تحت إشراف والي الخرطوم وتكليف جميع أعضاء حكومة الوحدة الوطنية بولاية الخرطوم بالطواف الميداني على المناطق المتأثّرة والاتصال المباشر بغرف العمليات لإجراء المعالجات اللازمة. من ناحيتها أعْلنت هيئة مياه ولاية الخرطوم عن توقف الإمداد المائي عن محطة الخرطومالجديدة (سوبا) وذلك بسبب دخول مياه الأمطار إلى مجاري كوابل الكهرباء، الأمر الذي استدعى فصل التيار الكهربائي عن المحطة مما ترتّب عليه توقف المحطة عن الإنتاج. طالع ص 4