مضى على هطول آخر الأمطار أسبوع كامل، وما زالت الأحياء تمخر في عباب مياه الأمطار في الشوارع والميادين حتى الحيشان، وركود في بعض الأحياء بصورة سيئة كشفت العشوائية في التخطيط بولاية الخرطوم. ومن خلال جولتنا في منطقة جبرة مربع (91) اكتشفنا بأنّ غرفة الطوارئ ما زالت تقف حيث انتهت قبل هطول الأمطار، فلم نجد أيّة معالجات لتفريق الميادين والشوارع من مياه الأمطار قبل (7) أيام، وكأن جبرة مربع (19) مدينة فينيسيا الإيطالية لا تكاد تجد قيد أنملة من اليابسة، حيث يخال لك بأن منازلها عائمة من كثرة المياه التي تحيط بها، بالرغم من توجيهات والي ولاية الخرطوم بشفط المياه الراكدة جرّاء الأمطار في غضون أسبوع، إلاّ أنّ معظم الميادين والأحياء تقف في قَلب المياه ولم تطأها حتى الآن قدم أيّ مسؤول لمعالجة الأزمة التي يتخوّف المراقبون من تفاقمها وإنفلات الزمام من الأيدي إذا طَال ركودها وظهرت الوبائيات الخطيرة مثل الكوليرا وأمراض المعدة والكبد. وفي مناطق الصحافات وأحياء جبرة تجوّلت «الرأي العام» بعد شكوى المواطنين من المعاناة التي يلاقونها جرّاء المياه الراكدة في الشوارع والميادين وصعوبة خروجهم من المنازل الى محطات المواصلات.. وخلال جولتنا إلتقينا بعددٍ من المواطنين بجبرة مربع (91) الذين أبدوا انزعاجهم من تجاهل المسؤولين للمنطقة التي تَقف وسط بحيرة من مياه الأمطار، وتحدّث لنا المواطن معتصم بأنّ المنطقة تُعاني من ركود المياه وعدم وجود تصريف لها، خاصةً أنّ هناك بعض الأهالي وقفوا حجر عثرة أمام محاولة المحلية لشق مسار للمياه تتصرف عبره إلى الشارع الرئيسي بحجة أنها تجلب لهم «الحشرات والضفادع»، فيما تحدث لنا آخر بأن المحلية أتت بآلية لتصريف المياه، إلاّ أنّ إحدى الأسر رفضت بحجة أن المياه تجلب لهم البعوض، وأضاف: لكنهم لن يصمتوا حيال الامر وسيعملون على تجفيف الميادين المليئة بالمياه. ويقول المواطن صلاح محمد بأنهم يخوضون المياه للوصول الى موقف المواصلات أو شارع الزلط، وقال وهو يشير إلى الميادين المليئة، بأن هذه المياه تُشكّل خطورة على العديد من المنازل، وبالفعل لاحظنا دنو جدران أحد المنازل للانهيار من كثرة المياه التي تحيط بها والعديد من المنازل، وكذلك تخوف عدد من المواطنين من توالد البعوض وانتشار الملاريا والذباب والأمراض المعدية. إدارة الشهداء بسوبا كان لابد من معرفة الرأي الرسمي في تأخر تجفيف أو معالجة مياه الأمطار بالرغم من أسطوانة غرفة الطوارئ التي تُبث يومياً عبر الصحف والتصريحات في أجهزة الإعلام بأنهم أنجزوا نسبة كذا في معالجة الأمر، إلاّ أنّ الواقع يقول غير ذلك، حيث التقينا بالأستاذ موسى بتي منسق اللجان الشعبية بالشهداء وسوبا قال إنهم بالرغم من ضعف امكانية وحدتهم، إلاّ أنّهم بذلوا مجهوداً مقدراً في معالجة هذا الامر، وابان انهم حتى الآن قاموا بشفط كمية كبيرة من المياه خلال اليومين الماضيين وتوفير (3) تناكر و(2) بوكلن و(17) طلمبة شفط تعمل في أحياء الوحدة، وأضاف: إن هنالك (9) آبار ارتوازية لتصريف المياه إلاّ أنّها لا تعمل وذلك قصور من الشؤون الهندسية. المخططات الجديدة وقال موسى إنّ المخططات الجديدة مثل جبرة مربع (19) تشكل لنا مشكلة كبيرة لعدم وجود تصريف، وأضاف بأنهم سيعالجونها في غضون (48) ساعة بواسطة شفط المياه الراكدة من الميادين والشوارع.