هي الحياة لا يعرف الإنسان إلى أين يقوده مركبها إفتراق لأحبة وأهل أم لقاء واستقرار..!؟ سعادة أم شقاء؟..والمركب في خضم بحر أقدارها.. الناس ترسو على الشاطيء.. كحال أم الحسن التي إختارت دار المسنين بالمايقوما لتكون مستقراً لها منزلاً وعشيرة وهي بكامل وعيها وذاكرتها.. رغم أن الحنين إلى الأسرة يعاودها وهي تسألنا برجاء أن نبحث عن شقيقها حتى تلتقيه. *(الرأي العام) في زيارتها لدار المسنين بالمايقوما كانت تلتقي أم الحسن التي تزوجت ثلاث مرات ولكنها لم ترزق بذرية من هذه الزيجات بل إن عدم إنجابها كان سبباً في طلاقها من زوجها الاول الذي إستمر زواجهما لعامين.. تقول: عندما لم أنجب له طالبته والدته أن يطلقني وقد فعل.. وكان الحال مع الثاني بسبب بخله رغم أنني أحببته. *وحينما سألناها عن الثالث.. قالت: إفترقنا بسبب الخيانة وقد تحدثت قائلة: عيب الرجال في ثلاثة.. أولها أن بعضهم يسمعون كلام أهليهم فيطلقون زوجاتهم.. والثاني بخيلون يحولون حياتهم المشتركة إلى جحيم.. أما الثالث فالمرأة تكره الرجل الذي يخونها. *أم الحسن إبراهيم أبو صرة تشكل مع المسنات والمشرفات في الدار علاقة جميلة لا تخلو من المداعبات والطرائف وهي تمتلك قدرة متميزة في الحديث وذاكرة طيبة حينما تحدثك عن أيامها في مدينة رفاعة حيث ولدت ونشأت وهي نادمة أن والدها حرمها من التعليم رغم أن ثورة التعليم النسائي إنطلقت شرارتها الأولى من تلك المدينة.. وتعلن أنها رفضت البقاء هناك لكي لا تكون عالة على أحد ولا تريد أن تكون سبباً في المشاكل فبعض حنينها الجارف وشوقها لأخيها عثمان إبراهيم أبو صرة.. تريد أن تراه وتتمنى أن تجد من يدلها على عنوانه.. تقول : يعمل أستاذاً .. يمكن مدير مدرسة. وهي عبر «الرأي العام» تثير هذا الحنين وتطالب القراء أن يدلوها على مكانه.. (ياريت يقرأ الموضوع دا ويجي يزورني). *قلنا لها: ما دمت تعرفين مكان أهلك لماذا لا تذهبين اليهم؟ *دايرا راحة «رقبتي».. وغالبية أهلي توفوا رحمهم الله. *ونسألها عن عمرها.. وتبرز إبتسامة .. مع إجابة بصيغة سؤال (والفضل دايره بيهو شنو؟) .. وتحاورها مجموعة من المشرفات تجمعن حولها.. عن الزواج والحب وهي تقول: (ياريتني لو ماحبيت) .. وتجيب: إشتغلت طباخة.. كنت ماهرة في صناعة الطعام.. عملت في البيوت وفي بعض الأماكن.. وسكنت الكلاكلة صنقعت وأخيراً إخترت هذه الدار الحلوة. *تقول المشرفة الإجتماعية نفيسة عبد الغفور: أم الحسن طيبة ومطيعة.. وعن الدار تقول : تأتينا «51» حالة سنوياً لنساء طاعنات في السن فقدن الأهل أو أضعن طريق الوصول إليهم.. وقد جمعنا نحو «72» حالة بأهليهم واسهمت معنا في ذلك وسائل الإعلام التي نقدر لها متابعاتها لشؤون الدار.. وتمنت أن تجد أم الحسن شقيقها الذي تبحث عنه.