وجّه الرئيس عمر البشير، جهاز الأمن والمخابرات الوطني برفع الرقابة عن الصحف اعتباراً من الأمس، على أن تلتزم الصحف بالرقابة الذاتية وتعمل وفق ميثاق الشرف الصحفي الذي تراضى وتوافق عليه رؤساء تحرير الصحف مع الاتحاد العام للصحافيين والمجلس القومي للصحافة والمطبوعات في إطار الآلية المكونة لمتابعة تنفيذ الميثاق ورفع الرقابة.ودعا البشير رؤساء التحرير إلى مباشرة مسؤولياتهم المهنية وأداء دورهم الإداري والإشرافي لصدور الصحف لتجنب ما يفضي إلى تجاوز الخطوط الحمراء وتفادي الخلط بين ما هو وطنيٌ وما هو هادمٌ للوطن وسيادته وأمنه وقيمه وأخلاقياته، وأكّد أن كل صحيفة لا تلتزم بضوابط ميثاق الشرف الصحفي ستتعرض استثناءً لعقوبات صارمة، وقال ان الرقابة إجراء استثنائي وليس هو الأصل واستدعته ظروف معينة، ودعا الصحف كافة الى التزام المهنية وعدم تشويه صورة البلاد بالداخل والخارج وعدم الترويج للجريمة، وأشار الى ان المجتمع السوداني مجتمع سليم ومعافى من كثير مما هو في المجتمعات الأخرى بالمنطقة المحيطة والعالم.وعبّر البشير خلال استقباله ببيت الضيافة أمس لجنة متابعة تنفيذ ميثاق الشرف الصحفي عن ترحيبه باتفاق الوسط الصحفي على الميثاق، وقال إنه طالما التزم الصحافيون بممارسة الرقابة الذاتية من أنفسهم وفق ما توافقوا عليه فإنّنا نوجِّه برفع الرقابة عن الصحف فوراً، على أن يمارس الصحافيون الحرية الصحفية بمسؤولية ووطنية.وفي السياق أشاد الفريق مهندس محمد عطا المولى عباس المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني بالدور الوطني للصحافة، وقال إن الصحافيين قادرون على مواكبة التحديات الوطنية بالرغم من التأثيرات السياسية في مسيرة الأحداث اليومية.وكشف عطا حسب (أس. أم. سي) أمس عن لقاءات أجراها مع رئيسي حزبي الشيوعي والأمة ناقشت قضايا الحريات ومن ضمنها رفع الرقابة القبلية عن الصحف، وقال إن جهاز الأمن لم يكن مُرتاحاً للتدخل في شأن الرقابة لو لم تفرضها الأحداث والتجاوزات، وأضاف: الدليل على ذلك إننا نسعى الآن لرفع الرقابة رغم إقرارها بواسطة المحكمة الدستورية.ونبّه مدير الجهاز إلى أهمية التناول الموضوعي للقضايا المقبلة مثل الانتخابات كونها من القضايا التي يمكن أن تلعب فيها الصحافة دوراً مهماً، وقال: إذا لم نسع لإدارة الانتخابات بوعي يمكن للمنافسة الحزبية غير الراشدة أن تكون خطراً على الحريات. وأضاف: نحن لا نريد أن نهيمن على هذه الآلية ونوجه أن يترك الجهاز موقع مقررية الآلية ليتولاها اتحاد الصحافيين، وقال إنّ الآلية ليست جهة رقابية وإنما آلية تنسيقية لمعالجة الأخطاء بالتشاور مع رؤساء تحرير الصحف واتحاد الصحافيين ومجلس الصحافة. إلى ذلك اعتبر علي محمد شمو رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، الميثاق إنطلاقة لمرحلة التحول الديمقراطي والانتخابات والحراك السياسي الذي لا يُمكن أن يحدث إلاّ في وجود صحافة حرة تُعبِّر عن الآراء والمذاهب المختلفة بحرية ورقابة ذاتية، وَعَبّرَ عن سعادة المجلس بالميثاق، وأشار إلى أنّه سيُقلِّل من الأعباء على المجلس وسيسْهم في مُعالجة المخالفات الإدارية، ودعا رؤساء تحرير الصحف لإحكام العمل تفادياً لهذه الأخطاء، وقال إنّ الميثاق يعد مبادرة أخلاقية ومهنية من الصحافيين دون تدخل أيّة جهة أخرى، وأكّد أنّ الالتزام به يمثل سداً لأشكال الرقابة كافة. من جانبه رحب الاتحاد العام للصحافيين السودانيين بقرارات الرئيس البشير القاضية برفع الرقابة القبلية عن الصحف، وقال في بيان له أمس، إنّ القرار جاء إستجابةً لرغبة المجتمع الصحفي في أن تكون مهنة الصحافة حرة ومسؤولة.وأعرب البيان عن ثقته في أن المرحلة المقبلة ستشهد أداءً صحفياً متطوراً يسهم في عملية التحول الديمقراطي ومسيرة الوطن نحو النماء وتعزيزاً للحريات والحق المكفول للمواطن في الحصول على المعلومة.وأكد الاتحاد حرصه في القيام بالدور المناط به كاملاً ضِمن اللجنة المعنية بمراقبة الميثاق وتقديم النصح للناشرين، وناشد منسوبيه كافة الإلتزام بما ورد في الميثاق وتحمُّل عبء المرحلة المقبلة ومراعاة الدور الوطني.