الخرطوم: عبدالرؤوف عوض ازداد إقراض البنك الدولي في السنة الماضية إلى ثلاثة أمثاله للدول ذات الدخول المتوسطة، ليبلغ( 33 ) مليار دولار، مقارنة مع ( 140) مليار دولارفي السنة المالية الحالية كما ازدادت قروضه ومنحه التي لا ترد (25%) إلى (14) مليار دولار للدول الأشد فقراً تحت مبادرة الهيبك. ووفقاً تقاريرصندوق النقد الدولي يعتبرالسودان من الدول التي حققت تقدماً واستقراراً اقتصادياً مستوفيا لشروط الاستفادة من مبادرة الهيبك كما ان السودان ولفترة طويلة ظل ملتزما بسداد الديون وفقاً للجدولة التي تم الاتفاق عليها مع المؤسسات المالية الدولية ،لكن متابعات (الرأي العام) تؤكد عدم استفادة السودان من هذه المبادرة رغم استحقاقه ،وارجع عدد من الخبراء الاقتصاديين والمراقبين ذلك لعدم حياد صندوق النقد والبنك الدولي ولارتباطهم بالمسائل السياسية وقالوا ان ان استمرارسيطرة الامريكان والاوربيين على قيادة المؤسستين ستقف سداً منيعاً امام استفادة السودان من هذه المبادرة. وقال دكتور بابكر محمد توم نائب رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس الوطني ان السودان ياتي ضمن قائمة الدول المستحقة لمبادرة الدول المثقلة بالديون (الهيبك)، الا انه حرم من الاستفادة من هذه المبادرة لمسائل سياسية. وذكر التوم فى حديثه ل(الرأي العام) ان تولى رئاسة صندوق النقد لامريكي والبنك الدولي لاوربي وسيطرة الغرب وعدم الاعتراف بالهيمنة المالية العالمية حال دون ذلك داعيا الى ضرورة تغييرهذا الامروان تتدخل الدول النامية مشيرا الى الى ان هذه المؤسسات اصبحت مستعمرة منذ الاربعينيات مشددا علي ضرورة اعادة صياغة الهيمنة المالية الحالية والاقتصاديات الجديدة على عدالة. وقال ان هذه المؤسسات ربطت اعطاء المبادرة بحقوق الانسان وغيرها من المسائل السياسية ، وقال خبيراقتصادي فضل عدم ذكراسمه ان السودان لن يستفيد من هذه المبادرة ما لم تنفذ الاشتراطات السياسية قائلا ان السودان اقتصاديا من ضمن الدول المستحقة وفق الاشتراطات المطلوبة الا ان المسائل السياسية تحول دون ذلك الى ذلك حذّرالبنك الدولي من انه سيبدأ في مواجهة نقص خطيرفي التمويل بحلول منتصف العام المقبل ما لم يحصل على مزيد من موارد المال من الدول الأعضاء. وأضاف مديرالبنك الدولي زوليك انة في حين بدأت اقتصاداتٌ تشهد دلائل على الانتعاش، فإن أفقردول العالم لا تزال متضررة من تراجع التجارة العالمية وانخفاض تحويلات العاملين من مواطنيها في الخارج وتراجع إيرادات السياحة. ودعا الدول الأعضاء إلى دعم اقتراح لتسهيل ائتماني، يمكّن الدول المنخفضة الدخل من مواجهة الأزمات، وحماية برامجها الاجتماعية خلال الأزمات المالية في المستقبل. وقال زوليك: كسرنا التراجع في أسواق المال لكن من السابق لأوانه التأكيد على إعلان تحقيق النجاح. وأضاف، لحسن الحظ لم يعد الخطر القائم اليوم يتعلق بانهيارالاقتصاد، بل بالمبالغة في الرضى عن الذات. إذا انحسرت الأزمة سيكون هناك ميل طبيعي للعودة على ما كان عليه الحال وسيكون من الأصعب إقناع الدول بالتعاون.