لم أدر سر إعجاب جدتي «رحمها الله» بالفنان عبدالله البعيو.. الا عندما سألها ذلك الضيف ذات يوم فردت عليه بابتسامة كبيرة «البعيو دا بتحس بي حركاتو البعملا في الغنا دي كأنو حايم في بيتو».. وبالرغم من بساطة التعبير تلك الا انها فتحت الباب امام العديد من الاسئلة التي تدور حول تعابير الفنانين واساليب حركات جسدهم أو وجههم عندما يغنون.. فيما يعتقد البعض ان تلك التعابير ما هي الا حالة تقمص تنتاب أولئك الفنانين.. خصوصاً عندما يعبر احدهم عن فنان ذلك الحفل الذى كان شاهداً عليه بعبارة: «ياخي دا فنان معسم ساكت»..! الفنانة حنان بلوبلو تعتبر أولى المطربات السودانيات التي ادخلت ثقافة الرقص وتأبطت جرأة غير مسبوقة في ذلك الزمان وهي تنثر الكثير من فنون الرقص على المسارح مما حقق لها جماهيرية كبيرة لا يستهان بها بسبب ذلك الاستايل الجديد.. الفنان الكبير محمد الأمين ارتبط دائماً بالعود ارتباطاً وثيقاً حتى صار جمهوره يتساءل في حيرة اذا شاهده دون عودة.. وهو يحتضنه ممارساً نوعاً من الضرب الحلال على القلوب تعبر عنه الأوتار فصار «العود» ملازماً لمحمد الأمين في ادائه للاغنيات.. وعلى العكس فان فنان توتي «حمد الريح» كان يمارس عند ادائه ضرباً آخر لكنه على صدره.. وبالرغم من إستغراب الكثيرين لتلك الحركة الا ان البعض يعلنها صراحة: «البعجبني في حمد الريح انو بنهر الغنا».. حتى الشباب دخلت التعابير الادائية الى مملكتهم والفنان معتز صباحي يمارس تعابير غريبة على وجهه تشهد عليها عروقه التي تنتصب عندما يغني وهو مغمض العينين.. حتى ان «القلع» في حفل ما جاء مبشراً لصباحي.. لكنه كان يغني وعيناه مغمضتان مما جعل «القلع» يضربه على يده وهو يقول: «يا زول ما تفتح خلينا نبشر ليك».. صباحي اعلنها في لقاء سابق انه دائماً يخشى اللقاءات التلفزيونية وذلك بسبب تعابير وجهه الغريبة وقال: «اكون في حالة اخرى عندما اغنى وتظهر على وجهي تعابيرها...» بينما يعتقد الكثير من اهل الفن ان تلك ما هي الا حالة ابداعية ومزاجية فرضتها حلاوة الالحان..!