كما هو معلوم ان الصين حتى العام 1949م، لم تكن دولة ذات وزن سياسي ولا إقتصادي بل العكس كانت متخلفة لا حراك لها، كانت تعاني من انتشار الفساد الاجتماعي والاخلاقي ولكن بفضل الثورة التنموية والعلمية خلقت الصين نفسها من جديد فاصبحت بعد (60) عاماً فقط من اقوى الدول في العالم اقتصادياً وسياسياً. الآن نجد ان التنمية تسير بخطى ثابتة شملت على وجه الخصوص التنمية الزراعية والتعليمية والصين يبلغ معدل النمو فيها (8%) وظل ثابتاً منذ العام 1952م. يبلغ التعداد السكاني للصين حسب آخر تعداد كما جاء بتقدير الاممالمتحدة (1.3) مليار نسمة منهم (20) مليون مسلم وهو رقم يعادل نصف سكان السودان، إن المؤشرات الديمغرافية والاقتصادية كما جاء في تقرير حالة العالم 2004م، كالآتي: مجموع وفيات الرضع لكل (1000) مولود (37) حالة وفاة، متوسط العمر المتوقع (68.9) عاما للذكور و(73.3) للاناث، النسبة المئوية للاميين (ممن تزيد اعمارهم عن «15» سنة) (5) للذكور و(13) للاناث، معدل الاصابة فيروس نقص المناعة البشرية (15 - 49) سنة (0.2) للذكور (0.1) للاناث، مجموع السكان ما بين (1.2) إلى (1.5) مليار نسمة، متوسط معدل النمو السكاني (2000 - 2005) (0.7%)، بجانب نصيب الفرد من الدخل القومي الاجمالي بالدولار حسب تعادل القوة الشرائية (2002) (4290). ان التنمية بكافة مؤشراتها تسير بصورة طيبة في هذا البلد القارة ونجد ان من أهم سياساته هو الانجاز للسلام وصداقة الشعوب والسودان انطلاقاً من التعاليم الاسلامية وتوجيهاته، كما جاء في القرآن الكريم قال تعالى: (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، وفي السنة قال: (صلى الله عليه وسلم): (اطلبو العلم ولو في الصين) فالسودان منذ ان نال استقلاله في العام 1956م عمل على كسب صداقة الشعوب لا سيما الشعب الصيني وحسن الجوار والصداقة مع الدول الافريقية جميعها هذا فضلاً عن ان هناك كثيراً من ابناء السودان يتلقون العلوم في الصين، وهنا في جامعة الخرطوم تدرس اللغة الصينية لمزيد من التعارف والتواصل. الصين بلد شاسع المساحة وقومياته (56) قومية ورغم ذلك يلاحظ عدم النزاعات وبسط الأمن والاستقرار وتقدم ملموس في التنمية وفي كافة المجالات المعيشية فالسودان كذلك حباه الله بمساحات شاسعة من الاراضي فيه (200) مليون فدان صالحة للاستغلال الزراعي والمستغل منه حوالي (40%) الى جانب كثير من الموارد الطبيعية من بترول وثروة حيوانية ضخمة ومياه متوافرة وكهرباء وايد عاملة هذا فضلاً عن تنوع المناخ والتربة الصالحة لكل المنتجات الزراعية فنامل ان نستفيد من التجربة الصينية لتعزيز وتعضيد استراتيجات للخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي يسير عليها السودان حالياً. مع ملاحظة ان من اهم السياسات التنموية التي مارستها الصين في النهوض هي الوحدة الوطنية والنهضة الزراعية والصناعية وغياب التناحر الحزبي وسد كل الثغرات التي تحاول امريكا الدخول منها بدعاوى الديمقراطية هذا الى جانب الاستفادة من خبرات الصينيين المهاجرين ودعوتهم للعمل بدولتهم. ? جامعة افريقيا العالمية