قبل حوالي الثلاث سنوات ، وعلى نفس هذه الصفحة [حضرة المسؤول]، وبنفس مدلول العنوان ، وبالصورة ، وجهت نداء الى وزير التربية والتعليم العام ولاية الخرطوم ، ومعتمد محلية جبل اولياء ، بشكوى اولياء الأمور لعزم السلطات المحلية استقطاع جزء من مساحة [مدرسة الكلاكلة صنقعت المزدوجة بنات] وإستغلالها لتشييد [مراحيض تجارية] لسوق ثلاثة والمواطنين المترددين عليه .. وقتها اثار نشر الموضوع (زوبعة) كبيرة داخل دهاليز وزارة التربية والتعليم ، ومحلية جبل اولياء ، وتم تجميد المراحيض .. وبعد هدوء العاصفة التي اطلقتها [الرأي العام] ، من خلال صفحة [حضرة المسؤول] ، اطلت القضية من جديد بعد هدوء دام ثلاث سنوات إذ بدأ التحرك مرة اخرى لتكملة تشييد المراحيض التجارية داخل مدرسة البنات . صباح الخميس الماضي توجهت الى المدرسة بالكلاكلة صنقعت شرق سوق (3) مباشرة ، فشاهدت (5) مراحيض صغيرة المساحة تحت التشييد، داخل حرم المدرسة ، وتحديدا في الركن الجنوبي الغربي ، لم تكتمل بعد ،فهي غير مكتملة السقوفات ، مساحة المرحاض الواحد حوالي (1.5?2) متر ، بمساحة كلية حوالي (15) مترا ، بينما المساحة الخارجية للحمامات الخمسة حوالي (7?2) متر اي (14) مترا تقريبا .. لاحظت ان المراحيض تحتوي على نوافذ تفتح مباشرة على حرم [مدرسة البنات]، يمكن ان يستغلها ضعاف النفوس ل[التلصص]على التلميذات داخل حرم مدرستهن . وإذا كانت بوابة المراحيض تطل على الناحية الجنوبية ، وهذا مؤكد لعدم وجود خيار آخر ، فإنها ستكون بمحازاة بوابة المدرسة التي تفتح جنوبا هي الاخرى ، يدخل ويخرج منها مئات التلميذات يوميا ، كما لا يفصل بين المراحيض ومنازل المواطنين الواقعة في الجهة الجنوبية من مدرسة البنات سوى امتار قليلة ، علما ان المدرسة تحتوي على حمامات خاصة بها في الجهة الشرقية ، شيدت بالجهد الشعبي . والمراحيض التجارية سوف تستقطع مساحة مقدرة من حرم المدرسة ، كان يمكن إستغلالها لممارسة النشاط المدرسي ، او إقامة روضة حكومية لاطفال الحي . ورغم إعتراضات سكان المنطقة ، إلا ان الجهات المسئولة بالمحلية تجاهلت ذلك وشرعت فعلا في تشييد المراحيض ، حيث تصادف اثناء وجودي في الموقع ، الخميس الماضي ، الساعة العاشرة والنصف قبل الظهر ،حضور إحدى المهندسات ، برفقة اخرى ، واحد الاشخاص ودخل احد المواطنين من سكان المنازل المطلة على المراحيض مباشرة في جدل مع المهندسة التي قالت له انها حضرت لتحديد موقع منهولات الحمامات ،مشيرة انه سوف يتم تعلية الحمامات وفصلها من المدرسة .. والسؤال هنا : كيف يفصل مدخل المراحيض عن بوابة المدرسة الواقعة بمحاذاتها تماما ؟ وهل يصح دخول وخروج مئات التلميذات لمدرستهن يوميا امام مشهد الرجال وهم يدخلون ويخرجون من المراحيض بعد قضاء حاجتهم ؟ كيف يستقيم ذلك ؟ وللعلم فإن مساحة سوق ثلاثة بالكلاكلة صنقعت لا تتعدى (400) متر وهو عبارة عن (2) جملون ، إضافة الى مساطب ، تعرض داخلها اللحوم ، والخضروات ، والاسماك ، والبهارات يرتاده يوميا مئات الباعة والمواطنين ولا شك انهم سوف يقضون حاجتهم داخل المراحيض الملحقة بمدرسة البنات .. هذا الامر لو تم ، يخالف كل القواعد التربوية ، والسلوكية ، ويتسبب في ايذاء الجيران الذين تطل منازلهم على المراحيض مباشرة ، ولكن يبدو ان الوحدة الشرقية للكلاكلات اعمتها آلاف الجنيهات التي ستدرها المراحيض عليها ، وهي عن (9) آلاف جنيه شهريا ، عن كل تلك السلبيات التربوية ، والسلوكية والاخلاقية التي ستنجم عن وجود مراحيض (رجال) داخل حرم مدرسة(بنات)متابعات [حضرة المسؤول] لهذه القضية ، تشير ان إدارة التعليم بمحلية جبل اولياء ،واللجنة الشعبية تقف مكتوفة الايدي تجاه هذا القرار ( الغريب ) ، لانه جاء ( من فوق ) ، دون علم مجلس الاباء بالمدرسة . [حضرة المسؤول] تتساءل : اين إدارة حماية الاراضي الحكومية مما يحدث لمدرسة الكلاكلة صنقعت لمرحلة الاساس للبنات [الحكومية] ؟ وهل سيقف وزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم موقف المتفرج من هذه ( المهزلة ) ، والتي تهدف في الاساس الى العائد المادي للمحلية او الوحدة الشرقية للكلاكلات ? دون مراعاة الآثار التربوية والسلوكية ، والبيئية التي يمكن ان تنجم من وجود مراحيض (رجال) تجارية ، داخل حرم مدرسة [بنات] ؟ وكما قالت المهندسة لاحد الجيران مبررة قيام المراحيض : الحمامات افضل من التبول في العراء على حائط المدرسة ، ومن حاوية تجمع النفايات الموجودة في الركن الجنوبي الغربي للمدرسة ..ولكن كيف تبرر الباشمهندسة منظر عشرات المواطنين وهم يدخلون ويخرجون لقضاء حاجتهم ، على مرأى ومشهد من تلميذات المدرسة الصغار ؟ [حضرة المسؤول]، نيابة عن تلميذات المدرسة ، واولياء امورهم ، والجيران تناشد والي ولاية الخرطوم د . عبد الرحمن الخضر ، ومعتمد محلية جبل اولياء ، السيد( بشير القمر ابو كساوي ) ووزير التربية والتعليم ولاية الخرطوم ، القيام بزيارة ميدانية لموقع الحمامات شبه المكتملة للوقوف ميدانيا على حقيقة ما اثرناه من معلومات ، وايقافها ، وايجاد مكان بديل لها ، بعيدا عن مدرسة البنات . .. سؤال اخير : هل هناك ولي امر او مسئول يرضى ان تذهب ابنته الى مدرسة تطل بوابتها بمحاذاة بوابة (5) مراحيض رجال ؟ .