لعل الكل يتذكر الفيلم العربي (القلب له احكام) الذي قامت ببطولته نجمة السينما المصرية فاتن حمامة والممثلة زينات صدقي، فكانت (حمامة) تمثل دور الفتاة التي لم يأتِ بختها بعد ، وزينات كانت تشرح لها دوما وتعلمها كيف تصطاد ابن العز؟؟ تعلمها كيف ترمش بعينيها وترقص حاجبيها .. وكيف تتدلل في مشيتها لتلفت نظر (الشاب) اليها فتصطاده عريسا في الحال!! و(فاتن) تسألها وماذا سيحدث بعد ذلك ؟؟ فتصرخ فيها (زينات) (بعد كده تدعي لي) ثم ترفع بصرها الى سقف الغرفة وتقول:(عقبالي) فهي تدعي انها تعرف كيف تصطاد (العريس) وما زالت (عانسا)!! وايضا المسلسل العربي (عايزة اتجوز) الذي لعبت بطولته الممثلة (هند صبري) وكانت فيه البطلة تسعى بكل ما تملك للايقاع برجل ليتزوجها!! كلها قوالب درامية متخصصة في (معالجة مشكلة العنوسة)!! (1) كيف تصطادين عريساً؟ لا تندهش عزيزي القارئ!! فالسؤال ليس من وحي خيالي، فهذا السؤال هو عنوان لعدة كتب ،تباع في المكتبات وتفترش على الارض في الاسواق وعلى ارصفة الشوارع .. احدها وقع بيدي عند احد الباعة هو للكاتبة المصرية (امل محمود) أخذ طريقه الينا من شمال الوادي عبر مستوردي (الكتب والمجلات) العربية .. وقدمت الكاتبة من خلال صفحات الكتاب مجموعة من النصائح للفتيات عن كيفية السعي للزواج أو الارتباط ، واعتقدت الكاتبة ان ذلك سيكون حلا لارتفاع نسبة العنوسة، اذ ان أمرالزواج بات مشكلة تؤرق العديد من الفتيات، فلم تعد مكاتب الزواج عند الكثيرات خاصةً الواثقات من قدراتهن العقلية والنفسية والواثقات من أنفسهن، ذات جدوى.. فبتن يبحثن عن الأزواج بأنفسهن من باب السعى لطلب الرزق!! الكاتبة في بعض نصائحها للفتيات قالت: ان الاندماج في الحياة الاجتماعية اليومية هو اقصر الطرق لاصطياد العريس ،المشاركات في المناسبات الاجتماعية، مؤكدة انه كم من زيجة تمت من خلال حفلات أو مناسبات عامة، فمجالات التعارف باتت في هذه الأيام أكثر تطوراً من قبل، ولذلك لابد للفتاة ان تتصالح مع نفسها وتطبق مافي الكتاب!! وقالت: فالمناسبات وخاصةً الأفراح من أكثر الوسائل التي يبحث فيها العريس عن عروسته، فكوني دوما ًمشاركة في مثل هذه الحفلات واحرصي على الظهور بابتسامة هادئة وساحرة!! (2) الكتاب على شكل الكتب الصغيرة وجاء على نسق الكتب المعروفة والمتوافرة لدينا هنا منذ زمن (كيف تتعلمين فن الطبخ) و(فن الاتيكيت) و(فن الحديث) وغيرها.. وكانت (البنات) يمسكن مثلا بكتاب (فن الطبخ) دون ان تستحي وتقرأه وتشتريه على عين من كانوا موجودين !! ولكن كتاب (كيف تصطادين عريسا) الواحدة تنظر اليه من بعيد ، ولكن(الرأي العام) لحظت خلال جولتها على اماكن بيع الكتب والمجلات بشارع السيد عبد الرحمن فتيات كن يمسكن ب(الكتاب) ويتصفحنه على خجل بل ويخبئنه وسط مجلة (العربي) حتى لا يراهن الرجال الموجودين بتلك (البرندات) التي يصطف فيها بائعو الكتب وغيرهم.. وعندما اردن شراءه اشترينه هو والمجلة وهو مازال بداخلها!! سألت احداهن عما اذا كانت ستطبق ما بداخل الكتاب فقالت: انها اشترته من باب الفضول فقط، الا انها تفاجأت فيه باشياء تحصل يوميا في مجتمعنا من قبل الفتيات وكأنهن قرأن هذا الكتاب ..واضافت: الكتاب فيه فقرات منطقية ومحترمة يمكن للفتاة ان تفعلها واخرى غير منطقية!! الا ان (نهى) موظفة قالت ل(الرأي العام): ان ذلك يعتبر تمثيلا، لانك قد تظهرين للشباب الذين تريدين ان تصطادي منهم عريسا اشياء ليست من طبعك، فمثلا تدعي (الرومانسية) وانك فتاة (تقية) وانت عكس ذلك فيتفاجأ بك وتنزل عليك المشاكل..وقالت: لا اشتري ذلك الكتاب فيه اهانة للمرأة وتقليل من شأنها واستخفاف بعقول الفتيات، مضيفة انها لن تحمل (صنارة ) يوما لتصطاد بها (عريسا)!! اما زميلتها (مريم) فقالت: ان الكاتبة جعلت في طريق سعيها المحموم إلى زواج البنات العلاقات الانسانية مجرد سلعة وتجارة، وحطت من قيمة المرأة وقيمتها حتى تحصل على عريس. (3) الباحثة الاجتماعية د.دولت حسن علقت على كتاب (كيف تصطادين عريسا) انه يمكن ان يكون تطبيقا لسياسة (يا بخت من وفق راسين في الحلال) ولكن على طريقة الكاتبة، وقد يكون الدافع الذي يقف وراءها هو زيادة نسبة العنوسة ، وجلوس البنات على رصيف الحياة في انتظار عريس لم يأت بعد، وقالت: فكرة الاصطياد موجودة عند كثير من الاسر والفتيات ، وواضحة عندهن، وذكرت (دولت) قصة واحدة من معارفها والتي كانت تضع عينها على احد الشباب ليكون عريسا لابنتها، وكانت يوميا تذهب الى اهله وهي محملة بما لذ وطاب من (الطعام والشراب) واحيانا (شاي المغرب) ودوما تصطحب معها ابنتها في كل الزيارات المستمرة حتى (اصطدنه)و تزوج بالبنت.. وقالت دولت : ذكرت القصة لانها واحدة من اساليب (صيد العرسان) وايضا للتأكيد بان (اصطياد) العريس عندنا موجود بل هناك اسر معروفة ومشهورة في (صيد العريس).. وقالت في النهاية الزواج قسمة ونصيب، ومكتوب عند الله في ميعادٍ محدد، فعلى الفتاة بالرضا، والصبر والدعاء فهذه هي مفاتيح أساسية للحصول على زوجٍ صالحٍ تقضي معه بقية عمرها!!