بدأت الحكومة فى إجراءات الانفراج الديمقراطي والمصالحة الوطنية ... القوى السياسية رحبت بحذر شديد ، لأنها تشك فى جدية المؤتمر الوطني في تشكيل آلية للتواصل والحوار مع القوى السياسية كافة. الآن على الحكومة أن تثبت للمعارضة أنها أكثر جدية فى أمر الحوار الوطني وتحقيق انفراج حقيقي . يلاحظ البعض أن هناك تلكؤاً من بعض الأجهزة فى تنفيذ دعوة الرئيس التى أطلقها في البرلمان ، وكذلك دعوة السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الذي فجر القنبلة المدوية فى مؤتمره الصحفي حول عزم الحكومة على تحقيق انفراج ديمقراطي ، ودعا كل الأحزاب السياسية إلا من أبى ... أخشى من مرور الزمن الذي يقتل كل المبادرات العظيمة ، ونحن فى أمس الحاجة لتوحيد كل القوى السياسية من أجل إنجاز الدستور الجديد وتحقيق الوفاق الوطني الذي يفضي إلى نظام ديمقراطي كامل ... ولذلك أكرر لابد من تكوين آلية للحوار الوطني ... وتحقيق التواصل الكامل بين مختلف القوى السياسية السودانية ، (بصندلها وطرورها) ، كما سبق أن ذكرت . ما زال مطلوباً من الحكومة اتخاذ المزيد من الإجراءات التى تسهم في تحقيق الانفراج السياسي والديمقراطي في بلادنا ... وبالشكل الذي يشجع المعارضة على هضم فكرة الحكومة في الحوار ... وفي المشاركة في كتابة الدستور ... وبعدها تحقيق المشاركة الديمقراطية بالشكل الذي يحقق أماني وأشواق الشعب السوداني في الوحدة والحرية والديمقراطية . إن الحكومات الناجحة دائماً وفي كل أنحاء العالم تمشي على ساقين ، الساق الأولى هي الحكومة والساق الثانية هي المعارضة . شعبنا لا يريد هزيمة فكرة الحوار الوطني في بلادنا ، لأنها هي الفرصة الأخيرة المتاحة لالتئام الشعب السوداني بمختلف توجهاته السياسية والفكرية .... ويجب على الحكومة أن لا تهزم مبادرتها للوفاق الوطني ... والحوار ، بتأخير اتخاذ إجراءات تعزيز هذه المبادرة العظيمة . لقد حققت الحكومة إنتصاراً كبيراً في دارفور ... إذ استطاعت أن تستقطب عدداً من الحركات المسلحة ... ألحقت باتفاق الدوحة ، وآخر هذه الحركات فصيل مهم انشق من حركة العدل والمساواة ... والمطلوب من الحكومة مواصلة جهودها من أجل استقطاب واقناع بقية ما تبقى من حركات رافضة للسلام . المسيرة تمضي ... ومن يتخلف هو الخاسر ، سواء أكان عن الحوار الوطني أو تحقيق السلام في دارفور ... أن اتفاق الحكومة مع دولة الجنوب حقق قفزة نوعية وحقق أماني وأشواق أهل دارفور الذين يجب أن نهيء لهم المناخ الملائم والآمن والاستقرار والسلام ليحققوا ما فاتهم من تنمية وإعمار لهذا الجزء العزيز من بلادنا . ونأمل أن نسمع قريباً عن تكوين آلية للحوار والتواصل بين المؤتمر الوطني وأحزاب المعارضة . والله الموفق وهو المستعان .